في ظل الحرب الطاحنة بين حركة حماس وإسرائيل، ودخول قوات الاحتلال لقطاع رفح الفلسطيني وتصاعد التوترات، انتشرت التساؤلات بشأن مكان تواجد قادة حماس وعلى رأسهم يحيي السنوار زعيم الحركة، الذي توارى عن الأنظار تمامًا.
ورغم أحداث رفح إلا أن السنوار لا يتواجد في رفح على الإطلاق، حيث كشفت مصادر نقلًا عن معلومات استخباراتية، أن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، الذي تلاحقه إسرائيل لا يختبئ في رفح، حيث يعتزم الجيش الإسرائيلي القيام بعملية برية واسعة.
وأفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نقلا عن مسؤولين مطلعين على الأمر، أن تقييمات استخباراتية حديثة أظهرت تواجد السنوار في أنفاق تحت الأرض في منطقة خان يونس، على بعد حوالي خمسة أميال شمالي رفح، وأكد مسؤول ثالث أن السنوار ما يزال في غزة.
وأوردت الصحيفة، أن الجيش الإسرائيلي حقق بعض النجاح، حيث قتل نائب قائد الجناح العسكري لحماس مروان عيسى، الذي يعتبر القائد رقم 3 للحركة في غزة، إلى جانب قادة كبار آخرين في الأشهر الأخيرة.
لكن السنوار ونائبه، قائد الجناح العسكري محمد الضيف، ما يزالان بعيدا المنال، على الرغم من الادعاءات المتكررة من قبل المسؤولين الإسرائيليين بأن الجيش الإسرائيلي كان يضيق الخناق عليهما.
فيما لم يتمكن المسؤولان اللذان تحدثا إلى الصحيفة من تحديد مكان وجود السنوار بدقة حاليًا، لكنهما استشهدا بالتقييمات الاستخباراتية التي تشير إلى تواجده تحت الأنفاق في خان يونس، حيث يمثل القضاء على السنوار عنصرًا أساسيًا في هدف تل أبيب المتمثل في تدمير حماس.
وخلال شهر فبراير، نشر الجيش الإسرائيلي لقطات لما قال إنه السنوار يسير عبر نفق مع العديد من أفراد الأسرة، وهي المرة الأولى التي شوهد فيها على ما يبدو منذ اختبائه قبل الهجوم المدمر في 7 أكتوبر الذي اتهم بتدبيره، مما أدى إلى اندلاع الحرب المستمرة في غزة.
وكانت القوات البرية التابعة للجيش الإسرائيلي بدأت العمل في رفح الاثنين، حيث شنت عملية في الجزء الشرقي من المدينة تهدف إلى السيطرة على جانب غزة من المعبر الحدودي مع مصر.
وصوت المجلس الوزاري الأمني المصغر، الخميس، بالموافقة على توسيع محسوب لعملية رفح في ما يهدف إلى البقاء ضمن نطاق ما ترغب واشنطن في قبوله.
وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنه سيتوقف عن إرسال أسلحة هجومية معينة إلى الجيش الإسرائيلي إذا مضت إسرائيل قدمًا في هجوم بري كبير في المراكز السكانية في المدينة التي يحتمي بها أكثر من مليون فلسطيني، وأوقف بالفعل شحنة من القنابل ذات الحمولة العالية الأسبوع الماضي وسط مخاوف من استخدامها في رفح.
بينما تعهد رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، بشن هجوم كبيرة في رفح منذ أشهر، قائلًا: إن العملية ضرورية لهزيمة حماس، التي لديها أربع من كتائبها الست العاملة المتبقية في المدينة، لكن أحد المسؤولين الذين تحدثوا للصحيفة، قال: إن العديد من مقاتلي حماس في رفح فروا شمالا مع تكثيف التهديدات الإسرائيلية بالغزو في الأسابيع الأخيرة، فيما تقول إسرائيل: إنه تم تفكيك 18 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس، تمكن مقاتلو الحركة من إعادة تجميع صفوفهم والعودة إلى المناطق التي سبق أن أخلاها الجيش الإسرائيلي.
وكان الجيش الإسرائيلي يعمل في حي الزيتون في مدينة غزة هذا الأسبوع للمرة الثالثة منذ اندلاع الحرب، حيث حذر مسؤولون أمنيون من أن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى مواصلة لعب لعبة القط والفأر هذه مع حماس حتى تقدم الحكومة الإسرائيلية بديلا قابلا للتطبيق لحكم حماس.