أزمات ليبيا المالية مستمرة، والوضع أصبح خارج عن السيطرة، فبعد سنوات من الأزمات السياسية المتلاحقة بات الوضع الاقتصادي في ليبيا لا يحتمل مع ضغوطات مالية قاسية، وأصبح هناك شكاوى متعددة إثر توقف صرف المرتبات.
ومؤخرًا باتت ليبيا على واقع من الأزمة في ظل أن الدولة الغنية بالنفط باتت في مسار الدول التي تعاني من التضخم، وبات على المواطنين الحذر من المستقبل غير المعلوم في بلادٍ تعاني انقسامًا سياسيًا ونهباً للثروات التي كان يعيش عليها شعب ليبيا أثناء تواجد العقيد معمر القذافي.
ومع الأزمة باتت الشرطة في ليبيا تعيش حالة من العبث، بعدما انتشر مقطع فيديو يظهر تدافع عناصر من الشرطة الليبية وسط حالة من الفوضى للحصول على وجبة طعام ليكشف حالة من الاستياء والغضب العارم في ليبيا، ويظهر في المقطع عناصر من الشرطة وهم يركضون خلف سيارة التموين للحصول على وجبة غداء؛ ما أدى لسقوط بعضهم على الأرض.
وتزامنت تلك الواقعة مع مشاركة عناصر الداخلية الليبية في التجمع الذي نظمته الوزارة يوم السبت في مطار طرابلس، بينما كان المشرفون على عملية التوزيع يرمون أطباق الأكل بشكل عشوائي.
وأصدر وزير الداخلية المكلف تعليماته لمدير الإدارة العامة للدعم المركزي بفتح تحقيق مع اللجنة المشرفة على التموين بإدارة الدعم المركزي “بعد ظهور أعضاء من الإدارة في مقطع وهم يتزاحمون خلف سيارة لتوزيع وجبات التموين بطريقة عشوائية وغير لائقة بأعضاء الوزارة”.
وبحسب بيان للوزارة، جاء ذلك “عقب الفيديو المتداول على مواقع التواصل الإجتماعي، والذي يظهر فيه توزيع وجبات التموين بشكل عشوائي وغير لائق لأعضاء وزارة الداخلية”.
وعقب انتشار الفيديو الذي شاهده الآلاف على المنصات الاجتماعية، أمر وزير الداخلية عماد الطرابلسي، بفتح تحقيق مع اللجنة المشرفة على التموين، على خلفية توزيعها للوجبات بشكل عشوائي وغير لائق.
جاء ذلك في خطاب وجهه الطرابلسي، مساء الأحد، إلى مدير الإدارة العامة للدعم المركزي، دعاه فيه إلى موافاته بنتائج التحقيق وأسماء أعضاء اللجنة المشرفة على التموين في مدة أقصاها 24 ساعة.
ويقول المحلل السياسي الليبي حسين مفتاح: إن هذا هو الوضع في ليبيا، فلا يوجد بلداً في العالم تهان فيه الشرطة للبحث عن طعام، والخلافات السياسية أدت في النهاية للمشهد المؤلم، فكيف سيتم الوثوق الشعبي في شرطة تهان أمام الجميع في فيديو شاهده الملايين.
كما أكد مفتاح – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، أن هذه المشاهد أثارت استياء الليبيين، حيث اعتبر توزيع الوجبات بهذه الطريقة فيها إهانة لجهاز الشرطة ولوزارة الداخلية”، داعيًا إلى ضرورة فتح بحث ضد المشرفين على التوزيع وشركة التموين.
