علاقة مُعقدة تجمع بين حزب الله في لبنان وجماعة الإخوان الإرهابية، بالرغم التباين الطائفي والمذهبي، إذ تعد أدبيات سيد قطب مرجعًا رئيسًا للثورة الإسلاموية الإيرانية وملحقاتها بما فيها حزب الله، وربما كانت فكرة المرشد الإخوانية ملهمة لإحياء نظرية ولاية الفقيه أو اختلاقها من جديد.
ومؤخرًا شهدت لبنان حديث عن تحول سياسي تشهده كبرى الحركات الإسلامية في لبنان لكن باتجاه إعادة تقاربها مع حزب الله وإيران والنظام السوري، وهو ما تمت الإشارة له من قبل الجماعة الإسلامية في لبنان، حيث أعادت تموضعها منذ مدة باتجاه الانفتاح على محور الممانعة وإعادة التقارب إلى جانب حزب الله وحلفائه في البلاد.
ومع بدء الحرب في أكتوبر 2023، لم ينل مشهد الظهور المسلح الفج “للإخوان” خلال تشييع القيادي في “قوات الفجر” محمد بشاشة في مدينة صيدا يوم 3 يناير الماضي، الاهتمام الذي تستحقه، رغم كل ما احتواه من رمزيات ومعان.
وقد انتشر شبان ملثمون بشكل كامل، يرتدون بزات عسكرية موحدة، يرفعون قبضات أسلحتهم، ويطلقون زخات من الرصاص في الهواء، وتكرر المشهد في اليوم التالي بشكل أكثر فجاجة، خلال تشييع صالح العاروري ورفاقه من قلب منطقة الطريق الجديدة ذات الثقل الشعبي السني في بيروت. الأمر الذي أفضى إلى اعتراض عدد قليل من الأصوات على هذا الاستعراض العسكري “الميليشياوي” غير المبرر، فما كان من “الجماعة الإسلامية” إلا أن اعتبرت تلك الاعتراضات “لا وزن ولا قيمة” لها، وذلك على لسان رئيس مكتبها السياسي علي أبو ياسين، في تصريح لأحد المواقع الإخبارية اللبنانية.
وسط كل ذلك، تلقت “الجماعة الإرهابية” نصائح من جهات عربية وإقليمية فاعلة بضرورة الانسحاب من الواجهة، والركون إلى الظل بعض الشيء، ولا سيما عقب الظهور السلفي على مسرح الأحداث الساخنة جنوبا أواخر نوفمبر 2023، ومن بعدها عملية اغتيال صالح العاروري، وذلك خوفا من الثمن الذي يمكن أن يفرض على الجماعة دفعه في “اليوم التالي” للحرب على غزة، وإمكانية التضحية بها على مذبح السياسة. فتراجعت وتيرة نشاطها بشكل ملحوظ، لكنها عادت مرة جديدة إلى الواجهة في الأيام القليلة الماضية.
علاقة معقدة.. إخوان لبنان وحزب الله من المرشد للفقيه
