مرة أخرى يتعرض فيها الإنترنت للانقطاع في إفريقيا، ما يثير مخاوف من كونه ورقة ضغط جديدة تستغلها بعض الأطراف الإرهابية، إذ ضرب عطل كبير في الاتصال بالإنترنت غرب ووسط إفريقيا في 12 دولة.
وأفاد مرصد نتبلوكس لمراقبة الإنترنت، بأن عطلا كبيرًا في الاتصال بالإنترنت ضرب غرب ووسط إفريقيا، وذلك بناءً على تقارير لشركات اتصالات أكدت بمشكلات في الكابلات البحرية، ولم يتضح على الفور سبب الأعطال التي أصابت الكابلات.
وأضافت شركة تشغيل الكابلات البحرية الإفريقية (سيكوم)، تعطل الخدمات على نظام الكابلات في غرب إفريقيا، وإعادة توجيه العملاء، الذين يعتمدون على هذا النظام إلى كابل (غوغل إكيانو) الذي تستخدمه الشركة، مضيفة عبر البريد الإلكتروني: “تحدث عملية إعادة التوجيه تلقائيا عندما يتأثر أحد الكابلات”.
وأظهرت بيانات “نتبلوكس” أن كوت ديفوار عانت من انقطاع شديد، في حين تأثرت ليبيريا وبنين وبوركينا فاسو.
وقالت شركة كلاودفلير لمراقبة النشاط على الإنترنت على أحد حساباتها بموقع إكس: إن الاضطرابات الكبيرة في الإنترنت مستمرة في غامبيا وغينيا وليبيريا وكوت ديفوار وغانا وبنين والنيجر.
فيما ذكرت كلاودفلير رادار: “يبدو أن هناك نمطا في توقيت الأعطال التي تؤثر على إفريقيا من شمالها إلى جنوبها، موضحة تضرر 10 دول على الأقل في غرب إفريقيا، بما في ذلك ساحل العاج وليبيريا وبنين وغانا وبوركينا فاسو، و أشارت مشغلة شبكات الجوال “فوداكوم”، إلى تأثر الخدمة في جنوب إفريقيا وناميبيا وليسوتو.
وكشفت شركة فوداكوم للاتصالات بجنوب إفريقيا، أن أعطالا بالكابلات البحرية أثرت على شركات تزويد الإنترنت بالبلاد.
وقالت مجموعة “إم تي إن”، من أكبر مزودي الشبكات في إفريقيا، -في بيان-: “عملياتنا مستمرة بنشاط لإعادة توجيه حركة المرور عبر مسارات شبكة بديلة”، بحسب “أسوشيتد برس”.
تعد تلك هي المرة الثانية خلال مارس الجاري التي يتم فيها تعطل الإنترنت، إذ أنه في 7 مارس، أعلنت شركة “أتش جي سي غلوبال كوميونيكيشن” -في بيان – انقطاع ثلاث كابلات عالمية للاتصالات والانترنت تمر عبر مياه البحر الأحمر، وفق ما نقلته وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية.
وأوضحت الشركة، أن انقطاع الكابلات أثر على 25 % من تدفق البيانات التي تدفق من آسيا إلى أوروبا عبر تلك الكابلات، مشيرة إلى بدء إعادة توجيه حركة تدفق البيانات، دون أن تتهم أحدًا بمسؤوليته عن الانقطاع، وسط نفي حوثي واتهامات إسرائيلية له.
وهو ما اعتبره المراقبون، أنه بذلك دخلت منطقة البحر الأحمر، أزمة جديدة، بإعلان شركة اتصالات دولية، عن استهداف الكابلات البحرية بالمنطقة، لتضاف إلى توترات حركة الملاحة التي تصاعدت منذ 19 نوفمبر الماضي باستهدافات حوثية، وهو ما يعتبر “معركة جديدة وأوراق ضغط تفرضها الأطراف وتنذر باشتعال حرب طالما لم يتوقف الحوثيون”.