مع بداية شهر رمضان الكريم، ومساعي أمريكا لتدشين الرصيف البحري لغزة، انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، سفينة تحمل نحو 200 طن من الأغذية من ميناء في قبرص باتجاه القطاع الفلسطيني الذي يعاني من دمار ضخم منذ أشهر بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك في تجربة أولى لإطلاق طريق بحري جديد لنقل المساعدات إلى سكان غزة الذين أصبحوا على شفا المجاعة وتوفى العديد من الأطفال بها بسبب الجوع.
وكتب الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليتس على منصة “إكس”، اليوم: “أبحرت السفينة أمالثيا في سياق مبادرة الممر البحري القبرصي لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. إنه شريان حياة للمدنيين”.
وبالفعل شوهدت سفينة الإنقاذ القبرصية “أوبن آرمز” وهي تبحر من ميناء لارنكا في قبرص وتسحب بارجة تحمل حوالي 200 طن من الطحين والأرز والبروتينات، وذلك عبر الممر البحري بين الجزيرة المتوسطية وقطاع غزة.
وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت أن ممرًا بحريًا للمساعدات بين قبرص وغزة يمكن أن يبدأ العمل مطلع هذا الأسبوع في مشروع تجريبي تديره مؤسسة خيرية دولية وتموله دولة الإمارات، لمساعدة الفلسطينيين الذين باتوا على شفا المجاعة وتوفي منهم الآلاف في تلك الحرب التي لم تتمكن من الوصول إلى هدنة قبل رمضان، وهي العملية التي أطلق عليها “أمالثيا” في إشارة إلى إلهة العطاء بالأساطير اليونانية.
قالت لورا لانوزا، المتحدثة باسم منظمة “أوبن آرمز” (الأذرع المفتوحة)، لوكالة “فرانس برس”: إن سفينة المنظمة التي تحمل على متنها 200 طن من المساعدات انطلقت صباح اليوم الثلاثاء.
وتحمل السفينة على متنها نحو 200 طن من الأرز والدقيق والمعلبات التي سيتم توزيعها في القطاع الفلسطيني المحاصر من خلال منظمة المطبخ المركزي العالمي “وورلد سنترال كيتشن” التي أسسها الطاهي الإسباني الأميركي خوسيه أندريس، وبدورها نشرت المنظمة رسالة عبر منصة “إكس” كتبت فيها: “المساعدات التي قدمتها منظمة المطبخ المركزي أبحرت إلى غزة، ونعمل على إرسال أكبر عدد ممكن من السفن”.
وتجمع منظمة المطبخ المركزي العالمي حاليًا الإمدادات الغذائية في لارنكا من أجل سكان غزة بدعم من دولة الإمارات، وقالت المنظمة: إنها ستقوم بإنشاء رصيف تتوقف عليه السفينة في غزة بمواد من المباني المدمرة والأنقاض، مضيفة: أنها جمعت 500 طن أخرى من المساعدات في قبرص على أن يتم إرسالها هي الأخرى.
ويوم الخميس الماضي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن خطة لإنشاء “رصيف مؤقت” في غزة، ثم أعلنت القيادة المركزية الأميركية للشرق الأوسط “سنتكوم” أن سفينة الدعم اللوجستي “الجنرال فرنك إس. بيسون” غادرت الولايات المتحدة، وتحمل معدات لأزمة إنشاء رصيف مؤقت لإيصال الإمدادات إلى غزة.
ويأتي ذلك بينما تجرى مفاوضات متعثرة من أجل التوصل لوقف محتمل لإطلاق النار في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، في وقت تحذر وكالات إغاثة من مجاعة تلوح في الأفق بعد أكثر من أشهر من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع.