لم تهدأ جماعة الإخوان الإرهابية عن أفعالها، ومنذ الإطاحة بهم من حكم مصر في 2013 إثر ثورة شعبية، تقوم الجماعة بفتح منافذ جديدة لها خاصة المنافذ الاقتصادية، وتسعى للتمكين والانتشار في عدة دول ومناطق بعيدة، والهدف من توغل الإخوان في المجتمعات الجديدة هو البحث عن العودة من جديد كقوى كبرى.
ومنذ سنوات، أعلنت اللجنة الدائمة لكونجرس باراجواى قرار قدمته السناتور ليليان سامانيجو، الخاص بإعلان تنظيم “الإخوان” جماعة إرهابية، وذلك بعدما شعر الشعب في باراجواي بأن الجماعة بدأت تتوغل في البلاد، ولكن ما حدث كان حدثاً ليس عادياً، حيث تسعى الجماعة حاليًا للانتشار والتوغل داخل الأوساط الشعبية بالبرازيل.
وتحرص جماعة الإخوان الإرهابية منذ منتصف القرن الماضي، على التمدد والانتشار تنظيميًا وفكريًا، خارج الشرق الأوسط وبلدان العالم العربي والإسلامي التي نشأت فيها، للتوغل في كل مكان من العالم، عبر تسلل ناعم يستهدف كسب الأتباع، لا سيما من أبناء الجاليات الإسلامية في تلك البلدان، والبرازيل من البلدان التي يتواجد بها جالية كبرى من العرب والمسلمين.
الجماعة الإرهابية اعتمدت على إقامة المشروعات الاقتصادية والخدمية تحت ستار خيري، لتتمكن من خلالها من تكوين إمبراطورية مالية تمول نشاطها دون انقطاع، مخاطر المشروع الإخواني وحقيقة أهدافه، ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط، بل في العالم أجمع، وأن البرازيل التي تنشط بها العديد من الجماعات المتأسلمة، وتعتبر المنطقة المعروفة باسم منطقة الحدود الثلاثية في أمريكا الجنوبية، البرازيل، والأرجنتين، البارجواي نقطة ساخنة للنشاط الإجرامي والإرهابي.
أهم المؤسسات التي اعتمدت عليها جماعة الإخوان الإرهابية للتوغل في البرازيل، المؤسسات تتمثل في مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية، والذي أسسه أحمد علي الصيفي العقل المدبر لوجود جماعة الإخوان في البرازيل وأمريكا اللاتينية عام 1978، ويرأسه حاليًا أحمد علي الصيفي وولديه زياد وعلي، وينشط هذا المركز في أنحاء البرازيل ودول أخرى بأمريكا اللاتينية، ويقوم بعمل مؤتمر سنوي يضم عناصر الإخوان في البرازيل وأمريكا اللاتينية، ومن أهم العناصر الإخوانية النشطة في هذا المركز كل من: زياد الصيفي – علي الصيفي – وسام الرمش – أحمد الخطيب.
المؤسسات تأتي مع رابطة الشباب المسلم في البرازيل، وهي ثاني مؤسسات الإخوان في البرازيل وتم تأسيسها عام 1995م في حي “براس” بمدينة ساو باولو، ويرأسها السيد شريف الشريف بشكل صوري، لكن عناصر الجماعة تسيطر على القرار فيها وأهمهم الشيخ جهاد حمادة، وعبد الناصر الرافعي، ومصطفى أدهم.
ويقول طارق البشبيشي، القيادى الإخواني المنشق عن الجماعة الإرهابية، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية: إن الجماعة تدور في فلك ثابت، ومنذ هروبهم من مصر بدأت في البحث عن بيئة جديدة تسعى من خلالها لاستغلال التواجد العربي، وكانت هناك دولاً مثل براجواي والتي أعلنتهم جماعة إرهابية، وهو ما يسهل علي دول أمريكا اللاتينية إعلان الجماعة إرهابية مستقبلاً، فهم لن يسحموا بتوغل الجماعة.
وأضاف البشبيشي – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، أن الجماعة حالياً في البرازيل تسعة للعودة اقتصادياً وليس دعوياً، الهدف هو استغلال البلدان التي تعاني اقتصادياً من أجل توفير الأموال التي تحتاجها الجماعة في ظل رقابة أوروبية، وكذلك رفض تواجدهم في البلدان العربية وأمريكا، وبالتالي تواجدهم الآن في إفريقيا وأمريكا اللاتينية بات متشعباً.