ما زالت تبعات إصابة الحوثيون للسفينة الأمريكية “ترو كونفيدنس” مستمرة لليوم، إذ أنها زادت نيران الأزمة بين اليمن والولايات المتحدة، حيث تستعد واشنطن لمحاسبة الجماعة اليمنية.
وتوعّدت الولايات المتحدة بـ”محاسبة” جماعة الحوثي اليمنية على ضربة استهدفت ناقلة بضائع أسفرت عن سقوط قتيلين، يرجّح بأنهما أول شخصين تودي هجمات الحوثييين على السفن بحياتهما، وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين: “سنواصل محاسبتهم. ندعو الحكومات حول العالم للقيام بالأمر ذاته”.
وألحق الصاروخ الحوثي “أضرارًا كبيرة” في السفينة المملوكة لليبيريا، والتي ترفع علم باربادوس، وفق مسؤول عسكري أميركي، وأضاف المصدر: أن “طاقمها بلّغ عن قتيلين على الأقل وستة جرحى من أفراد الطاقم وهجر السفينة”، وذكر المسؤول بأن الصاروخ هو الخامس المضاد للسفن الذي يطلقه الحوثيون المدعومون من إيران في غضون يومين، مشيرًا إلى أن اثنين (بما فيهما الأخير) طالا سفينتين تجاريتين بينما أسقطت مدمرة أميركية ثالثا.
كما أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية عن حصيلة جديدة لقتلى الهجوم الحوثي على سفينة قرب باب المندب، مرفقة صورًا للسفينة “ترو كونفيدنس” التي أصيبت في الهجوم.
ونشرت القيادة بيان: “في حوالي الساعة 11:30 صباحا (بتوقيت صنعاء) في 6 مارس، تم إطلاق صاروخ باليستي مضاد للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن والمدعومين من إيران باتجاه سفينة ترو كونفيدنس True Confidence، وهي ناقلة بضائع سائبة مملوكة لليبيريا ترفع علم بربادوس أثناء عبور خليج عدن.
وأضافت القيادة الوسطى الأمريكية في بيانها: “ترك الطاقم السفينة واستجابت السفن الحربية للتحالف وتقوم بتقييم الوضع”، موضحة أن “هذا هو الصاروخ الباليستي الخامس الذي يطلقه الحوثيون في اليومين الماضيين. أصاب اثنان من هذه الصواريخ سفينتي الشحن – إم إس سي سكاي 2 وترو كونفيدنس – وأسقطت المدمرة الأمريكية يو إس إس كارني صاروخا واحدا”، وتابع البيان: “لقد أدت هذه الهجمات المتهورة التي شنها الحوثيون إلى تعطيل التجارة العالمية وأودت بحياة البحارة الدوليين”.
وأصاب الصاروخ السفينة، وأبلغ الطاقم المتعدد الجنسيات عن مقتل ثلاثة أشخاص، وأربعة إصابات على الأقل، ثلاثة منهم في حالة حرجة، ولحقت أضرار جسيمة بالسفينة”.
هذا ونقلت وسائل إعلام عن مصادر مطلعة اليوم الأربعاء، تأكيدها فقدان 3 من بحارة سفينة الشحن في باب المندب جنوب غرب عدن، وإصابة 4 آخرين بحروق بالغة إثر استهدافها بصاروخ.
كما قال الجيش البريطاني: إن “طاقم السفينة التجارية التي تعرضت لهجوم في خليج عدن غادرها عبر قوارب النجاة”، وفي وقت لاحق، أعلنت السفارة البريطانية لدى اليمن مقتل بحارين اثنين على الأقل، إثر استهداف السفينة “ترو كونفيدنس” في خليج عدن.
ومن ناحيتها، أعلنت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون)، يوم الأربعاء، أن القوات البحرية التابعة لها نفذت عملية استهداف لسفينة “ترو كونفيدنس TRUE CONFIDENCE” الأمريكية في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة دقيقة وأدت إلى نشوب الحريق فيها.
وقال مالك السفينة المستهدفة في خليج عدن: “إن صاروخًا أصاب السفينة المستهدفة على بعد 50 ميلا بحريًا جنوب غرب عدن”، وأضاف مالك السفينة: أننا” فقدنا الاتصال بـ23 من أفراد طاقم السفينة”.
فيما أكد مسؤول عسكري أميركي، أن الدخان شوهد يتصاعد من ناقلة البضائع السائبة (ترو كونفيدنس) التي ترفع علم بربادوس قبالة الساحل الجنوبي لليمن بالقرب من عدن، اليوم الأربعاء، مضيفًا أن زورق نجاة شوهد أيضًا في المياه بالقرب من السفينة، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت مساء يوم الثلاثاء، استهداف مدمرتين حربيتين أميركيتين في البحر الأحمر، فيما شنت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا غارات على محافظة الحديدة غربي اليمن بخمس غارات.
وقبل تلك الحوادث، جاءت تصريحات على لسان مسفر النمير وزير الاتصالات في حكومة جماعة الحوثي اليمنية غير المعترف بها دوليًا، يوم الاثنين الماضي، اعتبر فيها أن على السفن الحصول على “تصريح من هيئة الشؤون البحرية” التي يسيطر عليها الحوثيون قبل دخول المياه الإقليمية اليمنية.
وجدير بالذكر أنه منذ 19 نوفمبر، نفذت جماعة الحوثي المدعومة من إيران، أكثر من 60 هجومًا بالمسيرات والصواريخ على سفن تجارية في هذا الممر الملاحي المهم دوليًا، زاعمة أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانيها، وذلك دعما لقطاع غزة الذي يشهد حرباً إسرائيلية عنيفة منذ 7 أكتوبر، إذ أجبرت تلك الهجمات شبه اليومية الشركات على التحول إلى مسار أطول وأعلى تكلفة حول إفريقيا.