على الرغم من أن الولايات المتحدة هي التي ترفض القرارات دوماً نحو وقف إطلاق النيران في مجلس الأمن وتستخدم حق الفيتو ضد أي قرار يهدف إلى إدانة إسرائيل في حربها التي بدأت في السابع من أكتوبر بقطاع غزة، إلا أن وبعد محاولات عديدة من المفاوضات نحو هدنة قبل شهر رمضان القادم تسعى الولايات المتحدة لمشروع جديد.
وقد قامت الولايات المتحدة بتعديل صياغة مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي لدعم “وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع تقريبًا في غزة والإفراج عن جميع الرهائن”، وفقًا لنص مشروع القرار.
التعديل الثالث للنص الذي اقترحته الولايات المتحدة لأول مرة قبل أسبوعين، يعكس التعليقات الحادة التي أدلت بها كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي، وأظهرت الصياغة الأولى لمشروع القرار الأميركي تأييدها “لوقف مؤقت لإطلاق النار” في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
حيث تريد الولايات المتحدة أن يكون أي دعم من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار مرتبطا بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة، والذين عددهم نحو 100 رهينة متواجدين الآن.
وتعارض واشنطن في السابق استخدم كلمة وقف إطلاق النار، واستخدمت حق النقض “الفيتو” ضد ثلاثة مشاريع قرارات لمجلس الأمن، اثنان منها يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار، خلال الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر.
وفي الآونة الأخيرة، بررت الولايات المتحدة حق النقض قائلة: إن مثل هذا الإجراء في المجلس قد يعرض للخطر الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوسط في وقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن.
والثلاثاء خرج الرئيس الأميركي جو بايدن قائلاً: إن الأمر بيد حماس فيما يتعلق بقبول اتفاق وقف إطلاق النار، بينما عقدت وفود محادثات لليوم الثالث دون أي مؤشر على تحقيق انفراجة.
وتقوم الولايات المتحدة في العادة بحماية إسرائيل في الأمم المتحدة، لكنها امتنعت عن التصويت مرتين، مما سمح للمجلس بتبني قرارات تهدف إلى تعزيز المساعدات لغزة ودعت إلى وقف القتال لفترة طويلة.
وتكثف واشنطن ضغوطها على حليفتها إسرائيل لبذل المزيد من الجهود للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وحذرت الأمم المتحدة من أن ربع سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على شفا المجاعة.
ويحتاج مشروع القرار إلى تأييد تسع دول على الأقل لإقراره فضلا عن عدم استخدام حق النقض من قبل الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو روسيا أو الصين.
ويري المحلل السياسي الفلسطيني أيمن الرقب، أن حتى الآن الولايات المتحدة هي الداعم الأكبر إلى إسرائيل، ولكن ما حدث بعدم تواجد الجانب الإسرائيلي في مفاوضات القاهرة، بجانب مذبحة الطحين جعل طاولة الخلافات بين إدارة بايدن ونتنياهو تزيد مؤخراً في ظل سياسة الولايات المتحدة التي تسعي لعدم اشتعال الموقف مع المسلمين حول العالم في حال استمرار الحرب بشهر رمضان.
وأكد الرقب في تصريحات خاصة، أن بايدن يدخل على الانتخابات والجالية المسلمة في أمريكا لديها يد كبريدى، وكذلك التخوف من حالة صراع كبير وحرب مشتعلة قد تبدأ في حال استهداف إسرائيل للمدنيين خلال شهر رمضان، وهو ما يدل على استماتة الولايات المتحدة لهدنة “رمضان”.