اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية ترحيبًا بخبر إلقاء السلطات التركية القبض على حاكم المطيري رئيس حزب الأمة غير المعترف به في الكويت، والمدان بأحكام تصل إلى المؤبد، ثم تجريد الكويت له من جنسيته، حيث رحب المغردون بتلك الخطوة التي اعتبروها ضربة قاسمة وحاسمة لتنظيم الإخوان.
ونشر الحساب الرسمي للمطيري، عبر منصة “إكس”، تغريدة أوضح فيها أن السلطات التركية ألقت القبض على حاكم المطيري الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة في الكويت، على خلفية القضية التي وصفها بالسياسية المرفوعة ضده في الكويت.
ويأتي ذلك بعد عامين ونصف من صدور حكمًا قضائيًا ضد المطيري بالحبس، حيث قضت محكمة الجنايات الكويتية، قضت في أبريل 2021، بالسجن المؤبد على حاكم المطيري، في القضية المعروفة إعلاميًا باسم تسريبات القذافي.
تتضمن تلك القضية انتشار تسريبات من خيمة الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، لم يحدد توقيتها الصحيح لكن من المرجح أنها كانت عقب الغزو الأميركي، منها مقطع صوتي للإخواني المطيري، يطلب فيه الدعم المالي من أجل نشر القلاقل والاضطرابات في الكويت، أيضًا أظهر نيته في التسجيل السري في زعزعة الاستقرار بالخليج العربي، عبر استغلال علاقاته بالقبائل العربية، زاعمًا رغبة المجتمعات في تغيير الأسر الحاكمة في السعودية والكويت.
لم يكن ذلك هو التسريب الأول للإخواني حاكم المطيري، إذ انتشر له تسريب آخر مع القذافي أيضًا يكشف هدفه في بث الفوضى الخلاقة بين بعض دول الخليج، بينها الكويت والسعودية والبحرين، عبر استغلال الأوضاع في العراق والاستعانة بالمتطرفين وتأسيس جناح سري، وهو ما وعد الزعيم الليبي الراحل بمساعدته في تنفيذها.
كل تلك التسريبات والمؤمرات قادت العديد من رواد مواقعهم التواصل الاجتماعي للبحث عن السيرة الذاتية للإخواني حاكم المطيري، إذ ولد في الكويت في 7 نوفمبر 1964، وأصبح أستاذًا للتفسير والحديث في كلية الشريعة بجامعة الكويت، ثم استغل الدين للتغلغل في الأمور السياسية، فطوع الآراء الفقهية لخدمة مصالحه، ومصالح الإخوان، ويُعرف نفسه بأنه الأمين العام لمؤتمر الأمة ومقره تركيا، ورئيس حزب الأمة غير المعترف به في الكويت منذ عام 2005.
كما تولى منصب أمين عام الحركة السلفية في الكويت وحزب الأمة غير المعترف به، والذي شارك في تأسيسه، لأجل دعم أهدافه السياسية، التي وصلت إلى حد قلب نظام الحكم؛ بهدف أن يكون لها دورًا سياسيًا، لذا جاء اسمه ضمن قائمة الإرهاب التي أعلنتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 8 يونيو عام 2017.
وعقب ذلك هرب للعيش في تركيا وأسس فيها شركة عقارية كان يديرها هناك، بالإضافة إلى قناة عبر موقع يوتيوب يبث عبرها محاضراته في الإسلام السياسي، ويروج لأفكاره المتطرفة والشاذة، فضلًا عن حسابه على منصة “إكس” الذي جعله منفذًا للفتاوى الشاذة وتكفير أعداء الإخوان، ومهاجمة الدول العربية والخليجية، وعلى رأسها السعودية والكويت ومصر.
وعلى غرار أسلوب الجماعة، استغل المطيري الأحداث العربية لبث الفتن والخلافات متشهدا بكتابات حسن البنا وسيد قطب، وأيضًا دعم التنظيمات الإرهابية في سوريا وبلدان عربية أخرى، إذ أنه معاون مقرب من ممول القاعدة الإرهابي عبدالرحمن بن عمير النعيمي المدرج على لائحة عقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وقد نشر المطيري رثاء شهيرا لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، بعذ مقتله في عام 2011، بنحو 30 بيتًا من الشعر.
ورحب المغردون بالقبض على المطيري، مؤكدين أن الخائن لوطنه خائن للدين، لأن خيانة الوطن تعني خيانة العهد والولاء والأمانة، وستظل وصمة عار تلاحقه، وكتب الكاتب السعودي فهد ديباجي معلقًا: “الكويت تعيش مرحلة تصحيح المسار في كل المجالات بالتوفيق للأشقاء”.