تسارع جميع الأطراف والدول الوسيطة لعقد هدنة سريعة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس؛ لمنع عمليات القتل المستمرة منذ أكتوبر الماضي التي راح ضحيتها الآلاف من الأطفال وتسببت في آلام عديدة بالوطن العربي، لاسيما قبل بداية شهر رمضان الكريم، رغم العقبات العديدة بين طرفي النزاع.
وتزامنًا مع ذلك، فاجأت حركة حماس غريمتها إسرائيل أثناء المفاوضات بطلب عاجل لتنفيذ الهدنة وصفقة الرهائن، وهو عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة.
وهو ما كشفه مسؤول إسرائيلي ومصدر في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في تصريحات لموقع “أكسيوس” الأمريكي، حيث أكد أن حماس أظهر الأولوية البالغة لها عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة في صفقة الرهائن.
وقال المصدر: إن وسطاء مصريين أبلغوا المفاوضين الإسرائيليين خلال محادثات الأسبوع الماضي، أن حماس مستعدة لخفض عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم كجزء من صفقة الرهائن، في حال وافقت تل أبيب على السماح لمزيد من المدنيين بالعودة إلى شمال غزة كمسألة إنسانية، إذ فوجئوا بمدى أهمية هذه القضية بالنسبة لحماس.
ومن ناحيتها، ترى الحكومة الإسرائيلية أن ذلك الأمر مسألة سياسية، قائلة: إنه إذا سمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة، فإن ذلك قد يعزز حماس كهيئة حاكمة في القطاع ويجعل تحقيق هدفها المتمثل في الإطاحة بالحركة أكثر صعوبة.
وفي السياق نفسه، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بكل جهدها إلى وقف إطلاق نار مؤقت في غزة، لذا أكدت أن التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن الذين تحتجزهم حماس هو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك.
وأبدت الإدارة الأمريكية رغبتها للقطريين والمصريين، الوسطاء الرئيسيين في محادثات الرهائن، بضرورة إقناع حماس بالموافقة على صفقة قبل شهر رمضان المبارك، الذي يبدأ في 10 مارس الجاري، وفقا لموقع “أكسيوس”.
ويشكل ذلك المقترح الذي قدمته الولايات المتحدة وقطر ومصر إطلاق سراح إسرائيل لنحو 400 أسير فلسطيني، وفي المقابل ستطلق حماس سراح نحو 40 رهينة إسرائيلية، من بينهم نساء ومجندات ورجال تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.
ويتضمن أيضًا وقف إطلاق النار والقتال في غزة لمدة ستة أسابيع تقريبًا – يوم واحد لكل رهينة يتم إطلاق سراحها –، بالإضافة إلى الاستعداد لعودة أولية وتدريجية للفلسطينيين إلى الجزء الشمالي من القطاع.
ومنذ يومين، وصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة، لعقد اجتماعات مع الوسطاء المصريين والقطريين، ولم ترسل إسرائيل وفدا إلى المحادثات في القاهرة، وقالت: إنها لن تواصل المفاوضات طالما لم تقدم حماس قائمة بالرهائن الأحياء.
ومن المنتظر أن تتم مناقشة محادثات الرهائن خلال لقاءات وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس مع نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، في البيت الأبيض.
وخلال الأيام الماضية، تصاعدت الدعوات الدولية والإقليمية، لاتفاق هدنة في قطاع غزة، وسط تحذيرات من خطر المجاعة الذي يهدد أكثر من مليون شخص، ومنذ اندلاع الحرب في ٧ أكتوبر الماضي، هجّرت إسرائيل أكثر من مليون فلسطيني يعيشون في مدينة غزة وفي الأجزاء الشمالية من القطاع.
جاء ذلك في ظل الانهيار في توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة إلى نتائج مؤلمة، منها أطفال يموتون بسبب سوء التغذية، وفلسطينيون يعانون من الجوع الشديد وهم يسارعون بشاحنات المساعدات لإطعام أسرهم.
و وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا، فإن ربع سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون نسمة “على بعد خطوة واحدة من المجاعة”.
ولقد أصبح الوصول إلى قطاع غزة محدودًا للغاية منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر. وذلك عندما قادت حماس هجومًا على إسرائيل؛ مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 240، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين، وأدى الرد الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 30320 فلسطينيًا، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، وبقي نحو 300 ألف فلسطيني في شمال غزة، حيث دمرت البنية التحتية بالكامل تقريبا، فيما اختفت مواد غذائية بالكامل والخدمات الصحية.