منذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، وكان الموقف الروسي من الحرب واضحًا، حيث رفضت روسيا ما يحدث من قصف إسرائيلي على قطاع غزة، وقد وصفه وزير الخارجية الروسي بأنه يتعارض مع القانون الدولي ويخاطر بالتسبب في كارثة، وقد انتقد أيضًا الدور الأميركي، في وقت تعتبر حركة حماس روسيا بلدًا “صديقًا قريبًا جدًا”، وهى دلالة واضحة على دعوة روسيا للفصائل الفلسطينية من أجل الاجتماع في موسكو في 26 من الشهر الجاري.
ومن أجل التواصل إلى قرار “حل الدولتين” الذي يسعى العالم إليه مؤخرًا، تسعى روسيا إلى لم شمل الفصائل الفلسطينية، وذلك من أجل توحيد القوى في فلسطين، وقد كشف محمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطيني عن دعوة روسية للفصائل الفلسطينية للاجتماع في موسكو في 26 فبراير.
وقال اشتية، في جلسة بمؤتمر ميونخ للأمن بشأن مستقبل العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية: “نحتاج إلى وحدة الأطراف الفلسطينية”، وأضاف: أن “حركة حماس جزء لا يتجزأ من الساحة السياسية الفلسطينية، ولكي تصبح حماس جزءًا من منظمة التحرير الفلسطينية يجب أن تقبل البرامج السياسية لها”.
وأكد أن الوضع الحالي يستدعي وقفًا فوريًا لإطلاق نار والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى قطاع غزة، وقال اشتية: إنه “لا يجب دفع أهل غزة نحو معبر رفح”، مؤكدًا أن مصر لن تسمح بدخول اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيها.
وأضاف: “نحتاج أولًا إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فالحديث حول حل الدولتين بدأ منذ 33 عامًا، ونحتاج إلى الانتقال لمرحلة التنفيذ”، وتابع قائلاً: “نوافق من جانبنا على حل الدولتين بمن فينا حماس ولا نجد شريكًا يوافقنا الرأي من جانب إسرائيل.. الأمر كله يتلخص في إنهاء الاحتلال وإنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة”.
وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يحقق أي انتصار حتى الآن، مشيرًا إلى أنه يسعى لإطالة أمد الحرب حتى نهاية العام 2024، وإن تاريخ فلسطين لم يبدأ في 7 أكتوبر الماضي، ونحن نعاني منذ 1948، وبلدية نابلس أقدم بـ 100 عام من إسرائيل”، ودعا إلى التعامل مع جذور القضية وليس أعراضها.
ويقول الباحث السياسي الفلسطيني أيمن الرقب: إن قرار روسيا بالاجتماع للفصائل الفلسطينية هام للغاية، خاصة وإن حركة حماس لها علاقات جيدة مع روسيا، ولابد من لم الشمل ما بين حماس وفتح من أجل إظهار وحدة الفلسطينيين أمام العالم، الذى بدأت هناك بوادر تهدف إلى الاعتراف بدولة فلسطين من دولاً كبرى ومنها فرنسا والولايات المتحدة نفسها.
وأضاف الرقب – في تصريحات خاصة لملفات عربية – ، إن روسيا تعلم بشدة الدعم الغربي لإسرائيل بقيادة الولايات المتحدة ولذلك تسعى لكسب ثقة الجانب الفلسطيني الذي بدوره يتعلق بأي شيء، وما سيحدث في المؤتمر متوقع للجميع بأن يكون هناك توافق بين الفصائل من أجل الشعب الفلسطيني الذي يتألم منذ سنوات وليس الآن فقط، والدولة الفلسطينية بدأت تظهر مؤخرًا مع عملية طوفان الأقصي.