سنوات من الهدوء منذ حرب 2006 بين إسرائيل ولبنان لا يتمنى أي طرفًا الوقوع بها من جديد، إلا أن منذ الثامن من أكتوبر في العام الماضي عادت المناوشات بين حزب الله وإسرائيل إثر عملية “طوفان الأقصى” وما تلاها من اقتحام إسرائيلي وحربًا شرسة على قطاع غزة أدت للمزيد من الضحايا.
ولكن بالرغم من أن مناوشات الحزب وإسرائيل عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية يعتبرها البعض تطورًا للموقف، ولكنها بدون تصعيد من أي طرفًا سوى استهدافات وقصفاً متواصل من الجانبين، خاصة وإن حزب الله يعلن دومًا إن الحرب هدفها الأساسي هو تخفيف حمل الحرب على قطاع غزة، وإسرائيل بدورها أعلنت إن حربها الأساسية مع حركة حماس في قطاع غزة.
التصعيد الدامي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية والتوسع في رقعة الاستهداف بين الطرفين خلال الساعات الماضية، كانت كفلية بخطط أممية لتهدئة الأوضاع خوفًا من الوقوع في مغامرة جديدة مثل حرب 2006، إلا أن كلًا من لبنان وإسرائيل لا يودان توسع الحرب.
و كشف مصدر دبلوماسي فرنسي مطلع، أن البلدين طلبا من فرنسا المساعدة لتجنيبهما حربًا مفتوحة، ولكن من طلب ذلك الجيش اللبناني وليس حزب الله، المدعوم بشكل قوي من إيران التي تسعى لتهديد إسرائيل عبر نفوذها العسكري بلبنان.
والوساطة بين الجانب الإسرائيلي واللبناني للتهدئة، لن تكون حظوظها كبيرة إذا كانت أميركية فقط، حيث إن فرنسا تنسق بشكل وثيق مع الأميركيين، الذين تعتبر علاقتهم أقرب تاريخياً إلى إسرائيل، من أجل تفادي توسع الصراع بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على الحدود.
المقترح الفرنسي الذي صدر منذ أيام يسعى إلى “إعطاء دور كبير للجيش اللبناني في المنطقة الحدودية، جنوب لبنان، وتأمين التمويل له”، مقابل تراجع على ما يبدو لحزب الله وتقليل نفوذ طهران بالمنطقة، وتأتي الوساطة الفرنسية فيما تستمر المواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بشكل شبه يومي منذ تفجر الحرب في غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي.
يقول الكاتب والمحلل السياسي اللبناني علي الأمين: إن حزب الله الآن أصبح فاقدًا للشعبوية في لبنان، ولكنه حاليًا يمتلك السلطة ولديه أذرع كثيرة، والشعب اللبناني لا يريد الحرب في ظل إن العالم حاليًا يسعي لتهدئة الأمور وعدم المغامرة بالحرب وتصعيدها، ولكن حزب الله وحسن نصر الله لا يمتلكان الكلمة بل هناك أوامر تأتي من طهران، وبالتالي هناك رؤي واضحة من الجانب الفرنسي لدعم الجيش اللبناني وخفض تواجد حزب الله.
وأضاف الأمين – في تصريحات خاصة لملفات عربية -، أن إسرائيل أيضًا مثلها مثل الجيش اللبناني لا تريد المغامرة بحرب أشمل مع لبنان برغم ما تمر به لبنان، خاصة وإنها تريد إنهاء ملف قطاع غزة وحركة حماس، والتي أصبحت حربًا طويلة الأمد في ظل عدم حصول إسرائيل حتى الآن على ما وعدت به في السابع من أكتوبر، وهي ملفات الرهائن وملف يحيي السنوار، وبالتالي نتنياهو يركز على ملف غزة ولا يريد خوض حربًا مع لبنان أو حزب الله.