في الوقت الذي يعاني فيه حلفاء الولايات المتحدة من تعليقات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نهاية الأسبوع، التي تشجع روسيا على مهاجمة الحلفاء الأوروبيين إذا لم يحققوا أهداف المساهمة في ميزانية الناتو، يحذر العديد من مستشاري ترامب السابقين من أن الرئيس السابق سيسعى إلى سحب الولايات المتحدة رسميًا من حلف الناتو إذا فاز بولاية ثانية.
ووفقًا لوسائل إعلام أمريكية، قال مسؤول أمريكي كبير سابق، خدم في كل من إدارتي ترامب وبايدن على مستوى عالٍ: إنه إذا هزم ترامب الرئيس جو بايدن في نوفمبر، فإن “الولايات المتحدة سوف تخرج من حلف شمال الأطلسي”.
ويوافق جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، على أن “الناتو سيكون في خطر حقيقي”، قائلا: “أعتقد أنه سيحاول الخروج”.
وأضاف الجنرال المتقاعد جون كيلي، الذي شغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض في عهد ترامب، إن استخفاف ترامب بالتزامات الولايات المتحدة الأمنية يمتد إلى اتفاقيات الدفاع المتبادل مع كوريا الجنوبية واليابان أيضًا.
وقال كيلي: “النقطة المهمة هي أنه لم ير أي فائدة على الإطلاق في حلف شمال الأطلسي”، وأضاف: “لقد كان شديد العزم على عدم وجود قوات في كوريا الجنوبية، مرة أخرى، أو وجود قوات في اليابان، كقوة ردع”.
كما أوضح أن اقتراب ترامب من سحب الولايات المتحدة من التحالف، الذي يعد حجر الأساس الرئيسي للأمن الغربي ضد روسيا، في فترة ولايته الأولى، وحذروا من أنه من المرجح أن يذهب إلى أبعد من ذلك في الولاية ثانية.
وقال جيسون ميلر، المتحدث باسم حملة ترامب: “يبدو أن الديمقراطيين ووسائل الإعلام قد نسوا أننا حظينا بأربع سنوات من السلام والازدهار في عهد الرئيس ترامب، لكن أوروبا شهدت الموت والدمار في عهد أوباما وبايدن، والآن المزيد من الموت والدمار في عهد بايدن”.
ولقد دفع ترامب حلفاء الولايات المتحدة الامريكية إلى زيادة إنفاقهم على الناتو من خلال مطالبتهم بالدفع، لكن جو بايدن عاد إلى السماح لهم بالاستفادة من دافعي الضرائب الأمريكيين.
ولطالما اشتكى ترامب من المبلغ الذي ينفقه أعضاء الناتو على الدفاع مقارنة بالولايات المتحدة، أصر على إصدار أوامر لرئيس هيئة الأركان المشتركة آنذاك الجنرال مارك ميلي ثم وزير الدفاع مارك إسبر، بانسحاب الولايات المتحدة من الناتو، رغم معارضتها الشديدة لهذه الخطوة، واعتبروا توجيهات الرئيس “أمرًا قانونيًا”، و وضعوا خططًا لتنفيذ الانسحاب.
جاء ذلك وسط تحذيرات ومخاوف من الإدارة الأمريكية الحالية، بالنسبة لأوكرانيا، لافتين إلى أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا سينتهي.
وفي غصون ذلك، سيسعى ترامب لإجراء تغييرات في حلف شمال الأطلسي إذا عاد الرئيس السابق إلى السلطة قد تؤدي إلى فقدان بعض الدول الأعضاء الحماية من أي هجوم خارجي.
وذكر كيث كيلوج الجنرال المتقاعد وكبير الموظفين في مجلس الأمن القومي للرئيس السابق، في مقابلة، أنه إذا تقاعس أحد أعضاء الحلف، الذي يضم 31 دولة عن إنفاق ما لا يقل عن 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، مثلما هو متفق عليه، فسيدعم تجريد تلك الدولة من الحماية التي تكفلها المادة الخامسة من ميثاق الحلف.