محاولات متعددة من أجل هدنة أممية في قطاع غزة مع تسليم الرهائن في ظل استمرار الحرب ودخولها للشهر الخامس ما بين إسرائيل وحركة حماس، حيث تسعى كل الأطراف لهدوء المنطقة في ظل ما حدث خلال خمسة أشهر جعلت المنطقة على صفيح ساخن.
وقد أعلنت حركة حماس عن شروطها مقابل تنفيذ الهدنة، وهو ما رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرغم من الضغوط الداخلية الإسرائيلية للموافقة على الهدنة مقابل تسليم الرهائن وجثامين القتلى، ولكنه في نفس التوقيت لم يستبعد استمرار المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن، مؤكدًا استعداد الجيش الإسرائيلي لبدء هجوم على مدينة رفح، وهي خطوة حذرت منها الأمم المتحدة، خاصة وإنها قريبة من الحدود المصرية.
واقترحت الحركة الفلسطينية اتفاقًا من ثلاث مراحل، مدة كل منها 45 يومًا، من شأنه أن يشهد أيضًا إطلاق سراح تدريجي للرهائن المحتجزين في القطاع مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في إسرائيل بما في ذلك أولئك الذين يقضون أحكامًا بالسجن مدى الحياة، بالإضافة إلى بداية جهود إنسانية ضخمة وإعادة البناء.
وخلافًا للمطالب السابقة، لم تطالب حماس بوقف فوري للحرب. وقالت الوثيقة: إن المفاوضات من أجل وقف دائم لإطلاق النار ستجرى خلال الهدنة ولن يتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين إلا بعد الوصول إلى اتفاق نهائي لإنهاء الحرب.
ورفض نتنياهو، عرض من حركة حماس لوقف إطلاق النار في غزة، وجدد وعيده بتدمير الحركة، وقال في مؤتمر صحفي: إن النصر التام على حماس هو الحل الوحيد للحرب في غزة، وأضاف: “النصر الكامل وحده هو الذي سيسمح لنا باستعادة الأمن في إسرائيل، في الشمال والجنوب”.
وفي نفس التوقيت.. ردت حركة حماس على نتنياهو بأن “تصريحاته هي نوع من المكابرة السياسية، وإنه معني باستمرار الصراع في المنطقة، ورسالتنا للجميع أن الحركة تعاملت بمرونة وهذا من موقع القوة لا الضعف، وأن الحركة جاهزة للتعامل مع جميع الخيارات”.
حيث أثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخامسة لمنطقة الشرق الأوسط ناقش مع نتنياهو العرض عقب محادثات مع قادة قطر ومصر اللتين تطلعان بدور الوساطة في الصراع، واجتمع بلينكن لاحقًا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، وقال “بلينكن”: إن مقترح حماس لوقف إطلاق النار في غزة فيه أمور “غير مشجعة”، لكنه أشار إلى أنه لايزال هناك مجال للتوصل إلى اتفاق.
ويقول الباحث السياسي الفلسطيني أيمن الرقب: إن نتنياهو لن يقبل بأي هدنة مع حماس أو حتى هدنة من قابل مصر وقطر، وهدفه في ذلك هو حماية نفسه ليس أكثر، حيث إن نتنياهو في إسرائيل مستقبله بات على المحك، وبالتالي لابد من استمرار الحرب التي تعتبر طوق النجاة لشخصه.
وأضاف الرقب – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، أن حركة حماس نجحت حتى الآن في مخططها أمام نتنياهو ووضعته في موقف صعب داخلياً وأمام العالم، حيث سينظر العالم حاليًا لنتنياهو على إنه يرفض الهدنة والسلام ويريد استمرار الحرب وقتل المدنيين، وكذلك داخليًا يرى الإسرائيليون أن نتنياهو لا يريد عودة الأسرى، وأن مصلحته أهم من مصلحة شعبه.