بدأت حرب إسرائيل داخل قطاع غزة ضد الفصائل الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر في العام الماضي، وهو ما أدى إلى أزمات عالمية كبرى بداية من الحرب التي لا تتوقف عن حصدها للمزيد من القتلى الذين تخطوا الـ 26 ألفاً أغلبهم من الأطفال والنساء من سكان قطاع غزة.
وهو ما استدعى تدخلات أممية لبحث وقف الحرب والذي لم يتم إلى الآن، ولم تتوقف الحرب سوي أسبوع واحد كان للهدنة وتسليم الرهائن المتواجدين داخل أنفاق قطاع غزة مع حركة حماس، ومؤخراً تسعى دول أخرى لعقد هدنة جديدة ولكن دون جدوى حتى الآن، وهو ما فتح إخراج مخططات من سياسيين كبار في العالم نحو وقف الحرب.
وقد أعلن وزير الخارجية البريطاني اللورد ديفيد كاميرون أن لندن تدرس الاعتراف بدولة فلسطينية، وحض الحلفاء على الاعتراف بها في الأمم المتحدة، مشدداً على ضرورة منح الفلسطينيين أفقاً سياسياً لتشجيع السلام في المنطقة.
خطة كاميرون تستند على حزمة من الخطوات، تبدأ بوقف إطلاق النار في غزة، وتنتهي بإقامة دولة فلسطينية، والمحادثات بين بريطانيا والأطراف الدولية والإقليمية حول مستقبل غزة، بدأت بأن كاميرون شرع مؤخراً بسلسلة من التحركات والاتصالات الدبلوماسية النشطة حاملاً تصورات تشمل وقف القتال في غزة والبدء بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية، والعمل على إخراج الرهائن المحتجزين وتبادل الأسرى، إلى جانب الشروع بسلسلة من الترتيبات السياسية التي تفضي لتغييرات جذرية لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولاً لإقامة دولة فلسطينية.
وتعكس هذه التطورات توجهاً جديداً لدى الدوائر الغربية بأن الحرب في قطاع غزة وما خلفته من تداعيات كارثية توفر نافذة ضيقة، يمكن أن تفضي إلى حل مستدام للصراع.
ويرى الباحث السياسي الفلسطيني أيمن الرقب، أن خطة ديفيد كاميرون هي بمثابة انتصار للحرب الحالية، حيث تسعى الدولة الفلسطينية للاعتراف بها منذ مؤتمر أوسلو والوعود العالمية الكاذبة تجاه الشعب الفلسطيني، كما أن اعتراف إنجلترا بحل الدولتين هو إنجاز واضح لفلسطين ولكن هناك لوبي إسرائيلي عالمي سيسعى لعرقلة أي مؤشرات لإقامة الدولة الفلسطينية.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن تصور كاميرون جاء بناء على ما شاهده العالم من انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل داخل قطاع غزة، وكذلك محاولتهم للتهجير وكذلك الاستيطان بقطاع غزة والذي بدأنا نسمع عنه مؤخراً بكثرة في ظل الفشل الإسرائيلي حتى الآن.