تشهد جبهة الحرب ما بين حزب الله في جنوب لبنان وإسرائيل نوعاً جديداً من الاستهداف حيث تقوم القوات الإسرائيلية مؤخراً باستهداف المنازل بحثاً عن قادة من حركتَيْ حماس وحزب الله في الوقت الذي يحذر فيه العالم من توسيع رقعة الحرب الحالية وتحولها بشكل من مناوشات إلى حرب قوية ما بين الطرفين.
وقد تبدلت الحياة في قرى جنوب لبنان منذ 8 أكتوبر مع توسع القصف الإسرائيلي على البلدات، الذي لم يعد مقتصراً على المناطق الحرجية المفتوحة، حيث يعتقد وجود عناصر من حزب الله فيها، إنما صار يطول المنازل والمؤسسات التجارية والمنشآت الزراعية والسيارات المدنية.
وتجاوز عدد القرى المستهدفة 90 قرية، وفق تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بلبنان في ديسمبر الماضي، وأفادت الأرقام الصادرة عن منظمة الهجرة الدولية ووزارة الصحة اللبنانية الأسبوع الماضي، بأن عدد النازحين من الجنوب تجاوز 83 ألفاً، فيما بلغ عدد الإصابات 686، والوفيات 151.
ومؤخراً ضيقت التوازنات السياسية اللبنانية والحسابات الدولية هوامش حزب الله في الرد على الاستهدافات الإسرائيلية، وقادته بعد نحو 4 أشهر على الحرب من موقع الهجوم إلى موقع الدفاع، وأطلقت يد إسرائيل في تنفيذ اغتيالات واستهدافات نوعية في العمق اللبناني، وجد نفسه عاجزاً عن الرد عليها بالمستوى ذاته، بسبب فارق التقنيات.
رغم التهديدات التي يطلقها الحزب بالردّ، فإن أدبيات الخطاب المعلن الصادر على ألسنة مسؤوليه لا تتخطى البعد الدفاعي في الفترة الأخيرة، ومواجهة أي خطة إسرائيلية لتوسعة الحرب، والإعلان المتواصل عن الاتجاه لإيقاف المعركة عندما تنتهي معركة غزة، ورفض كل العروض والنقاشات التي تنقل أجواء إسرائيلية تطالب بإخلاء مقاتلي الحزب لمنطقة جنوب الليطاني أو حتى مسافة 7 كيلومترات، كل هذا يحصل في وقت تتواصل فيه المعارك التي تتطور نوعياً، بعدما تراجع بنك الأهداف على الجانب الإسرائيلي من الحدود، إثر إعادة تموضع نفّذه الجيش الإسرائيلي خلال الفترة الماضية.
ويقول الباحث السياسي اللبناني طوني حبيب: إن لبنان باتت علي حد شفرة من حرب مع إسرائيل بسبب تدخل حزب الله ولكن ما تقوم به إسرائيل يعد انتهاكاً لسيادة الأراضي اللبنانية، وكذلك استهداف المنازل هو استهداف للمدنيين وهو ما يدل على عدم استعداد إسرائيل للحرب ولكنها تضرب بشكل عشوائي المنازل في لبنان.
وأضاف حبيب في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”، أن تصاعُد التوتر بشدة على الحدود بين لبنان وإسرائيل، حيث تدور اشتباكات شِبه يومية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأغلبهم في الأساس من المدنيين وليسوا مقاتلين في حزب الله وبالتالي لا بد من وضع حد لما يحدث في الحرب الحالية.