في ظل تصاعُد الأحداث المشتعلة في قطاع غزة، وإجراء العديد من المفاوضات حول تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، تعثر تنفيذ الهدنة بين الطرفين، وسط مطالب حركة حماس بانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة المحاصر قبل أي صفقة جديدة لتبادل الأسرى.
وفي تطور حديث للصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، أبلغت قطر إسرائيل أن حماس قررت وقف المفاوضات بشأن صفقة جديدة لتبادل الأسرى، مطالبة الأخيرة بسحب قواتها من غزة، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية.
وقبل يوم واحد، نددت قطر برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أن سُمع في تسجيل مسرب ينتقد جهود الوساطة التي تبذلها الدوحة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية بهدف تأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة.
وأدلى المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري بهذا التصريح ردا على التسجيل، الذي بثته القناة 12 الإسرائيلية، والذي قال فيه نتنياهو إنه لم يشكر الدوحة علنا لأنها لم تفعل ما يكفي للضغط على حماس ونصحت الولايات المتحدة بالتحرك، وممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة القطرية.
وقال الأنصاري: “لقد فزعنا من التصريحات المزعومة المنسوبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي في مختلف التقارير الإعلامية حول دور الوساطة القطرية”.
وأضاف: “هذه التصريحات، إذا تم التحقق من صحتها، فهي غير مسؤولة ومدمرة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء، لكنها ليست مفاجئة”.
وقال الأنصاري إنه “على مدى أشهر، وبعد وساطة ناجحة العام الماضي أدت إلى إطلاق سراح أكثر من مائة رهينة، انخرطت قطر في حوار منتظم مع الأطراف المتفاوضة، بما في ذلك المؤسسات الإسرائيلية، في محاولة لوضع إطار عمل تسوية النزاع”، واتفاق الرهائن الجديد والدخول الفوري للمساعدات الإنسانية إلى غزة”.
وأشار كذلك إلى أنه “إذا تبين أن التصريحات المذكورة صحيحة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يؤدي إلا إلى عرقلة وتقويض عملية الوساطة لأسباب يبدو أنها تخدم مسيرته السياسية بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ أرواح الأبرياء، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليون”.
وأضاف: “بدلاً من الانشغال بعلاقات قطر الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، نأمل أن يقرر نتنياهو العمل بحسن نية والتركيز على إطلاق سراح الرهائن”.
ولم يصدر رد فوري من مكتب نتنياهو على تصريحات الأنصاري.
وقال الباحث السياسي الفلسطيني رأفت عليان: إن مطالب القوات الإسرائيلية بخروج قيادات حماس من غزة، بالتأكيد سترفض قيادات المقاومة بشكل مطلق، حيث إنه لا نية لدى قيادات المقاومة أن تترك قطاع غزة بأي صورة من الصور.
وأضاف عليان في تصريحات خاصة لـ “ملفات عربية”، أنه على الرغم من رفض حماس لاقتراح التسوية، يؤكد المسؤولون الإسرائيليون أن فرص التوصل إلى اتفاق لم يتم استبعادها بالكامل.
وأكد عليان أن الكثير من الجهود تبذل الآن لوضع مقترحات إضافية ذات خطوط عريضة، على الرغم من أن التوصل إلى اتفاق وشيك يبدو بعيد المنال في هذه المرحلة.