وسط ازدياد السخط الشعبي من إخوان تونس، تواصل الحكومة التونسية دحر جماعة الإخوان الإرهابية والقضاء عليها في البلاد نهائياً، في ظل تراجع تدريجي للإخوان في كل البلدان العربية بشكل عام، وقد تصل إلى الغياب التام في العديد من البلدان.
كما أن التطورات الأخيرة في تونس تلقى ردود فعل هادئة سواء دوليا أو عربيا، وتعيد إلى الأذهان فشل تجربة حكم الإخوان في مصر وإخفاقهم في محاولات الصعود إلى السلطة في دول أخرى مثل سوريا، وغيرها.
ومنذ أن بدأ الرئيس التونسي قيس سعيد سلسلة إجراءات ضد جماعة الإخوان في البلاد بضغط من الشارع التونسي، شرع التنظيم في محاولة افتعال أزمات اقتصادية واجتماعية وأمنية.
وتواصل الحكومة التونسية تحركاتها للتنقيب في بئر الفساد الإخواني الذي تسعى إليه حركة النهضة الإخوانية، حيث قامت النيابة العامة بإجراء تحقيق في شبهات فساد بالديوان التونسي للتجارة.
وفي محاولة جدية لدحر الفساد المالي الإخواني، أذنت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتونس بفتح تحقيقات تتعلق بشبهات فساد مالي في ديوان الوزارة، في حين تعهدت وزيرة التجارة التونسية كلثوم بن رجب، بالعمل فورا على تطهير الديوان من العناصر التي تم انتدابها خارج الأطر القانونية.
يأتي التحرك في أعقاب حديث الرئيس التونسي قيس سعيد، الخميس، عن دور عدد من كوادر الديوان والمديرين في تأجيج الأوضاع الاجتماعية في البلاد عبر عمليات تلاعب.
وقال سعيد: إن العديد من الموظفين والمسؤولين بالديوان التونسي للتجارة متورطون في الفساد وفي لوبيات التهريب والاحتكار والرشوة.
ويقول الباحث السياسي التونسي حازم القصوري: إن الإخوان كلما دخلوا قرية أفسدوها، اليوم تونس في تدقيق شامل في جميع مؤسسات الدولة الذي نخرها سوس الإخوان بالاختراق أو التعيينات الحزبية الفاشلة والولاءات كلها إثر عشرية الخراب الإخوانية يتصدى لها الرئيس بقوة سيادة القانون وإحالة الملفات على القضاء ليقول فيهم كلمته كيف ما يقتضيه القانون.
وأضاف القصوري في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن القانون هو الفيصل الحسم في عشرية الخراب وقطع أرزاق الناس بوضع يدهم مع الاستعمار؛ تنفيذا لربيع الخراب باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحال أن يدهم تلطخت بالماء والفساد وارتهنوا الأوطان للخارج.
ومن جانبه، قال طارق البشبيشي الباحث المتخصص في شؤون الإسلام السياسي: إن الإخوان في معظم الدول العربية فقدت تواجدها السياسي والواقعي على الأرض، وفي كثير من تلك الدول تمت هزيمتهم بالقاضية ومنها دولة تونس.
وأضاف البشبيشي في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: كانوا يمتلكون المشهد السياسي متفردين تقريبا لعدة سنوات، حتى اكتشف المواطن التونسي حقيقتهم، وعلم الكثير عن خطورة فكرهم وسلوكهم المعادي لتونس وشعبها.
وأكد أن الإخوان خارج المشهد التونسي ولم يتبقَّ لهم سوى التحريض والتشويه، وهذا هو سلوكهم المعتاد، ويتشابهون في ذلك مع طابور العدو الخامس داخل الأوطان المستهدفة من ذلك العدو، كما ستمضي تونس في طريقها وسيجني الإخوان مزيداً من الهزائم والتهميش.