لحلّ الأزمة المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر تبدأ مصر والأردن وفلسطين في عقد قمة جديدة لبحث المستجدات التي يشهدها قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر في العام الماضى، حيث من المنتظر أن تشهد قمة العقبة في جنوب الأردن بحث تطورات الأوضاع الخطيرة وإدخال المساعدات الإنسانية.
وفي بيان صدر الثلاثاء، قال الديوان الملكي الأردني: إن الملك عبدالله الثاني سيعقد مع الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، قمة في العقبة، وأوضح أن القمة ستعقد الأربعاء، لـ”بحث التطورات الخطيرة في غزة والمستجدات في الضفة الغربية”.
وأضاف البيان أن “القمة تأتي ضمن إطار جهود الأردن المستمرة في تنسيق المواقف العربية للضغط للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية بدون انقطاع”.
القادة الثلاثة يسعون من خلال هذه القمة التنسيق والتشاور في تداعيات استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومخاطره على الأمن والسلم الإقليمي بما يهدد مصالح كل الأطراف، فلا سلام في الشرق الأوسط دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقا للمقررات الدولية.
وتحظى هذه القمة باهتمام مصري وأردني كبير، وتدعم القاهرة وعمان السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة الرئيس أبو مازن، ومنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وسط الضغوط الإسرائيلية المتزايدة على رام الله.
ومن المقرر أن يؤكد الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني على موقف مصر والأردن من أي حديث عن مستقبل قطاع غزة بأنه شأن فلسطيني يقرره الفلسطينيون وحدهم، وأن البلدين يدعمان كل خيارات الشعب الفلسطيني، وأن الدولتين ترفضان أي حلول معلبة لغزة ما بعد انتهاء الحرب لا تراعي حقوق الشعب الفلسطيني وتضحياته ولا تضع في الحسبان حجم الفاتورة التي دفعها ولا يزال الفلسطينيون في سبيل تحقيق حلمهم في دولتهم المستقلة.
ويأتي اجتماع العقبة في وقت يزور فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المنطقة سعيا لمنع توسع الحرب الجارية في قطاع غزة، وحض بلينكن الذي أجرى مباحثات مع المسؤولين الإسرائيليين الثلاثاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تفادي إلحاق مزيد من الأذى بالمدنيين في غزة.
وسيلتقي بلينكن، الذي سبق أن التقى قبل أيام العاهل الأردني في عمان، الرئيس الفلسطيني الأربعاء.
وتتصاعد المخاوف من انفجار الوضع في الشرق الأوسط على وقع التوتر على الحدود اللبنانية، والضربات الإسرائيلية في لبنان وسوريا، والهجمات المتزايدة على القوات الأميركية في العراق وسوريا، وهجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر.
كما تسببت حرب غزة بتصاعد العنف في الضفة الغربية إلى مستوى غير مسبوق منذ نحو عشرين عاما.