المزيد من الجراح والأزمات ومرور 9 سنوات على الحرب الحوثية في اليمن، ومنذ أن بدأت سنوات الأزمات في اليمن وبدأت ميليشيات الحوثي الإرهابية في سلب الشعب اليمني أبرز حقوقه الإنسانية حيث باتت اليمن في ملتقى الجوع والتهميش. وفي عام 2023، على الرغم من توقف المعارك بشكل بسيط إلا أن الاغتيالات كانت الفئة الأساسية في البلاد، حيث كان الضحايا ضباطا وزعماء قبائل لا سيما في مناطق سيطرة الحوثي تحت طلقات ونيران الميليشيا الإرهابية المدعومة من إيران. اليمن كانت شاهدة شمالا وجنوبا أكثر من 36 عملية اغتيال تم الإعلان عنها في عام 2023، التكتم عن هذا النوع من الجرائم في اليمن بشكل كبير خصوصا من قبل ميليشيات الحوثي التي يعصف بها تناحر داخلي واسع. ضربت المناطق الخاضعة لميليشيات الحوثي أكثر من 15 عملية اغتيال، حيث أعطت دلالات واضحة ورسائل صريحة عن صراعات داخلية حوثية وتصفيات ممنهجة لخصوم الميليشيات بمن فيهم القضاة والمشايخ والضباط. وتصدرت صنعاء المناطق الخاضعة لميليشيات الحوثي بنسبة وقوع الاغتيالات، حيث شهدت 8 عمليات اغتيال من بين 15 عملية. ويأتي زعماء القبائل شمال اليمن منهم الموالون للميليشيات في صدارة المستهدفين من عمليات الاغتيالات الحوثية الداخلية، حيث تعرض 6 على الأقل لعمليات تصفيات منهجية، منها أثناء حملات أمنية داخلية للحوثيين، كما طالت الاغتيالات 4 ضباط عسكريين بينهم ضابط سابق في الجيش اليمني وقائد القوات الجوية للانقلابيين أحمد الحمزي فيما تم اغتيال قياديين في الجهاز الأمني للميليشيات إلى جانب تصفية موظف دولي في أحد سجون المتمردين. بداية من شهر يناير 2023: اغتال مسلحين تحت أنظار عناصر ميليشيات الحوثي الشيخ القبلي البارز ناصر عبدالله طماح الكميم لدى خروجه من إحدى المحاكم بصنعاء، وفي مارس اغتال مسلحون قبليون القيادي الحوثي البارز عاقل علي صالح الأغربي الذي ينتحل رتبة “لواء” وذلك في كمين محكم للقبائل في محافظة الجوف. بينما في شهر مايو شهد عمليتَيْ اغتيال ونفذها الحوثيون وطالت الأولى الضابط البارز في الجيش اليمني سابقا العميد “خالد حسن الحيدري” في محافظة ريمة، والثانية اغتيال الزعيم القبلي الشيخ حسين علي حاتم حزام بحي “حزيز” بصنعاء. وصولاً إلى شهر أكتوبر الذي شهد 3 عمليات اغتيال، طالت الأولى القيادي الحوثي الكبير يحيى المداني، والثانية تصفية مسؤول الأمن والسلامة في منظمة رعاية الطفولة هشام الحكيمي في سجن للأمن والمخابرات بصنعاء والثالثة طالت مسؤول الأمن الوقائي في محافظة البيضاء المدعو هادي غانم القصمة ويكنى “أبو طارق” بكمين مسلح للقبائل. وفي آخر العام بشهر ديسمبر شهد 3 عمليات اغتيال، طالت الأولى الزعيم القبلي محمد أحمد حسن تالوقة الزبيري بصنعاء والقيادي الحوثي “أبو رضوان المطري” بتعز، وصفّت الميليشيات الزعيم القبلي “هيثم المقرعي” في إب. ويقول الباحث السياسي صهيب ناصر الحميري، إن القيادات الميدانية والتي في الجبهات تبحث عن استحقاقاتها من الأموال والفساد والجبايات والمناصب، انقسمت إلى عدة فرق ينتمي البعض منهم إلى عائلات وأسر تملك علاقات قوية بقيادات الجماعة الحوثية، ويحظى بدعمها، ولديه الجرأة للتصعيد والمطالبة باستحقاقاته، في حين لا يحظى الطرف الآخر وهم الحوثيون الذين يديرون بعض المناصب الصورية بتلك الامتيازات، ويخشى أفرادهم من التنكيل بهم حال أصروا على مطالبهم. لذلك أصبح هناك انقسام كونها جماعات لا يوجد عندها نظام وقانون بل تظل في حكم الغاب وفي أي لحظة سيتم الإعلان عن إمارة أو بيئة أمامية جديدة. وأضاف الحميري في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية” أن الجماعة في كل طرف وكل الأطر السياسية التي دخلت فيها تريد بها مكاسب سياسية وتلتهم أطرافها وتنقلب على نفسها وقد نفذت العديد من الاغتيالات فلم يسلم منهم عفاش إلى رئيسهم الصماد. الذي كان الرجل الأول للجماعة حتى تم اغتياله هناك بتنسيق تام لبقاء حوثة مران لعدم ثقتهم بمن حولهم ويعيشون خوف الانقلاب في الداخل ففرضوا قبضة حديدية على شعب الشمال.