سنوات من المعاناة شهدتها الصومال نتيجة لتواجد حركة الشباب الإرهابية التي تنتمي عقائدياً وفكرياً، حيث تسعى الصومال لنفض غبار الإرهاب من البلد والتحول إلى الأمان في ظل سنوات عجاف.
وقد كشفت الأطراف الدولية المشاركة في عمليات حفظ الأمن في الصومال، عن إستراتيجيات جديدة تستند إلى التركيز على القواعد البحرية وتدريب القوات الصومالية، والاهتمام بحلحلة المعضلات السياسية والاقتصادية، باعتبارها مدخلا لضمان الاستقرار الأمني في هذا البلد الإفريقي الذي عاش عقودا طويلة من الاضطراب الأمني والاقتصادي.
وبالتزامن مع تزايد الخسائر الناجمة عن الهجمات الإرهابية التي تقودها “حركة الشباب” في الصومال، بنسبة تصل إلى 70 في المئة خلال الفترة من منتصف مارس وحتى الأسبوع الأول من يونيو 2023، بدأت ملامح التوجه الدولي الجديد تظهر بقوة.
وفي إطار رفع وتيرة المعارك ضد حركة الشباب الإرهابية بكل الجبهات بعد أشهر من الهدوء، كشف الجيش الصومالي، الثلاثاء، عن مقتل أكثر من 80 عنصرا من الحركة في عملية عسكرية وسط البلاد.
وبحسب تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي عن الجنرال ديح عبدي، قائد قوات المشاة، فقد “تمكن الجيش الصومالي من مقتل نحو 80 مسلحا خلال 48 الماضية في محافظة مدغ وسط البلاد”.
كما تم تحرير 4 قرى وقتل 130 إرهابيا، بحسب المسؤول العسكري، نجح الجيش في مصادرة أسلحة وذخائر وتطهير مئات الكيلومترات من الغابات واستمرار التقدم نحو مناطق تخضع لسيطرة الإرهابيين، وأشار إلى أن العملية العسكرية مستمرة في 6 محافظات جنوب ووسط البلاد، مؤكدا عزمهم المضي قدما لدحر الإرهاب.
ولفت قائد المشاة الصومالية الجنرال ديح عبدي إلى أن قوات الجيش استعدت بشكل جيد للقيام بالمهام الهجومية التي تتطلبها المرحلة الحالية لتغيير قواعد الاشتباك مع بداية العام الجديد.
وفي نهاية 2022، أقر تقرير صادر عن مجلس الشيوخ الأميركي بـ”تنامي أنشطة حركة الشباب”، مشيرا إلى أنها “تشكل أكبر تهديد لرعايا ومصالح الولايات المتحدة في منطقة القرن الإفريقي”، التقرير أكد أن “ترك حركة الشباب دون رادع، سيؤدي إلى توسعها خارج حدود الصومال، وبالتالي إلى زيادة تهديدها للاستقرار الإقليمي والمصالح الأميركية”.