منذ بداية الأحداث في 7 أكتوبر وكانت وكالات الأنباء والرؤساء عبر العالم تعلن تضامنها مع إسرائيل بالمزيد من الدعم وهو ما كان واضحاً في زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تل أبيب لتقديم الدعم الكامل لحكومة نتنياهو.
ولكن مع تطورات الأحداث بدأ العالم في تغيير الموقف خاصة في ظل عدد كبير للوفيات داخل المدنيين بقطاع غزة نتيجة للقصف المتواصل ونزوح الشعب الفلسطيني نحو الجنوب.
وظهر جيل جديد من السياسيين في الإدارة الأميركية الذين لا يروق لهم السياسة الحالية والدعم الأميركي غير المشروط لـ”إسرائيل”، كما أن الدعم الأميركي لإسرائيل تقليدي، هو شيء طبيعي لكن إدارة بايدن ذهبت إلى مدى ومستوى جديد من الدعم بدون أي شروط حتى أنها لا تطالب بوقف إطلاق النار، وهي أول حرب خارجية لا تطالب فيها أميركا بوقف إطلاق النار، بل بالعكس تؤيد الحملة العسكرية واستمرارها حتى تتم مهمتها.
وهناك مظاهرات كبيرة مؤيدة لإسرائيل ومظاهرات مؤيدة لوقف إطلاق النار وهناك تنافس بين الطرفين، كما أن هناط غضب ضد السفارات الأميركية في الخارج من سياسة الرئيس بايدن لكن حتى الآن الولايات المتحدة الأميركية مؤيد كبير للجانب الإسرائيلي، ولكنها تطلب على استحياء هدنة للإفراج عن الرهائن وهو الهدف الأول للإدارة الأميركية.
منذ تفجرت الأحداث في الشرق الأوسط كان موقف الولايات المتحدة لا يحتمل أي تأويل، حيث أعلن الرئيس بايدن أن الرد الإسرائيلي ليس حقا فقط بل هو واجب.
وحتى الكونغرس بأغلبيته المطلقة أعلن التأييد الواسع والدعم المالي الكبير للحكومة الإسرائيلية وكذلك إرسال حاملات الطائرات إلى البحر المتوسط وتقوية وتعزيز الإمدادات الجوية في الشرق الأوسط.
بايدن يريد أن يظهر بمظهر القائد القوي من أجل الانتخابات المقبلة، وبعد العملية العسكرية يوم السابع من أكتوبر كان هناك دعم شعبي لإسرائيل وتحول هذا الدعم بعد فترة لدعم الفلسطينيين خاصة بعد هذا العدوان الشديد والضغط على وسائل الإعلام لنقل معاناة الشعب الفلسطيني.
ومع تغير اللهجة الأميركية تجاه هذه الحرب باتت الولايات المتحدة تدعو ولو بصورة غير معلنة إلى ضرورة تدخل قوى إقليمية لها علاقات قوية مع كلا الطرفين قد يمكنها لجم شهوة الانتقام، التي ما زالت تسيطر على الحكومة الإسرائيلية وعلى أعضاء منها باتوا يريدون إبادة غزة بالأسلحة النووية.