الحرب في غزة لا تزال تجيب على المزيد من الأسئلة، في ظل محاولات غربية وأميركية ومعها إسرائيل نحو الاجتياح البري لقطاع غزة، وهو ما يكشف عن سيناريوهات معقدة في حال تم الاقتحام البري.
ومؤخراً قالت قوات الجيش الإسرائيلي بحشد الجنود وعشرات الدبابات على حدود غزة تحضيرا لاجتياح بري محتمل، بالتزامن مع حملة قصف مكثفة منذ أسابيع عبر صواريخ موجهة لقطاع غزة، أوقعت حتى الآن أكثر من 5 آلاف قتيل فضلاً عما يقرب من 20 ألف مصاب ودمرت آلاف المنشآت في منطقة تئنّ تحت الحصار.
وفي الأسبوعين الماضيين حشد الجيش الإسرائيلي الآلاف من جنود الاحتياط وعشرات الدبابات على حدود غزة تحضيرا لاجتياح بري محتمل بالتزامن مع حملة قصف مكثفة استهدفت أحياء القطاع المحاصر مع أن إسرائيل لم تحسم حتى الآن توقيت هجومها البري في قطاع غزة، رغم أن التهديدات المتعلقة بتنفيذ هذه العملية تكررت كثيراً على لسان المسؤولين خلال الأسبوعين الماضيين.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت أن سيناريو الاجتياح سيتم تطبيقه في الأيام المقبلة بهدف القضاء على حماس بشكل نهائى، وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي: إن “اعتبارات تكتيكية وإستراتيجية” تؤخر الهجوم البري في قطاع غزة، مضيفا بالقول: “أجرينا الاستعدادات لهذا. الجيش الإسرائيلي والقيادة الجنوبية جهّزا خطط هجوم جيدة لتحقيق أهداف الحرب، الجيش الإسرائيلي مستعد للمناورة البرية، وسنتخذ القرار مع المستوى السياسي فيما يتعلق بشكل المرحلة التالية وتوقيتها”.
ويرى الخبراء أن العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة قد تؤدي إلى أسوأ قتال شوارع منذ الحرب العالمية الثانية، وقال العقيد الأميركي توماس أرنولد، الذي يحلل مثل هذه العمليات في الشرق الأوسط: “سيكون الأمر فظيعا. المدن هي ساحة الشيطان، وهي تجعل العملية أكثر صعوبة بكثير”، ولا يجب إغفال شبكة الأنفاق العنكبوتية داخل غزة، والتي تشكل معضلة كبرى بالنسبة لأي قوات برية تدخل القطاع.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير: “تريد إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بذل كل جهد لمحاولة إخراج الرهائن من غزة. وإذا اقترحت حماس إطلاق سراح عدد كبير، فسنكون بالطبع مستعدين للقيام بأشياء في المقابل”.