أعلنت مجموعة البريكس التي تضم الاقتصادات الناشئة الكبرى عن قبول ستة أعضاء جدد، في محاولة لإعادة تشكيل النظام العالمي وتوفير ثقل موازن للولايات المتحدة وحلفائها.واعتباراً من بداية العام المقبل، ستنضم المملكة العربية السعودية ومصر والأرجنتين والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا وإيران إلى الأعضاء الخمسة الحاليين – البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا – حسبما تم الإعلان عنه في قمة عقدت في جوهانسبرج الساعات الماضية.ووصف الرئيس الصيني شي جين بينغ التوسع بأنه “تاريخي”، حيث إنه كان المؤيد الرئيسي لقبول أعضاء جدد، كما قدم مجموعة البريكس الموسعة كوسيلة لجنوب العالم ليكون له صوت أقوى في الشؤون العالمية.ولم يحضر فلاديمير بوتين القمة، إذ يواجه مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، لكن توسيع البريكس يمثل دفعة رمزية له، وهو يحارب الجهود التي تقودها الولايات المتحدة، لعزل نظامه لإجباره على الانسحاب وإنهاء الحرب، حسبما قالت وسائل إعلام بريطانية.ويمثل قرار قبول إيران، التي تبحث أيضًا عن وسيلة لتجنب العقوبات، فوزًا للرئيس الصيني ونظيره الروسي، مما ساعد على إعطاء المجموعة مساحة أكثر مناهضة للغرب وغير ديمقراطية، بحسب الجارديان.وبالنسبة للأرجنتين، التي تواجه مشاكل اقتصادية خطيرة، فإن العضوية تمثل شريان حياة محتمل للهروب من الأزمة المتفاقمة، وقال رئيسها ألبرتو فرنانديز إن هذا يمثل “سيناريو جديدا” للبلاد، متابعًا: “نحن نفتح إمكانياتنا للانضمام إلى أسواق جديدة، وتعزيز الأسواق الحالية، وزيادة الاستثمارات القادمة، وخلق فرص العمل، وزيادة الواردات”.وأصبحت إثيوبيا الدولة الوحيدة ذات الدخل المنخفض في المجموعة، ووصفها رئيس وزرائها أبي أحمد بأنها “لحظة عظيمة” لبلاده.وقد تقدمت ما يقرب من عشرين دولة بطلب رسمي للانضمام إلى المجموعة، ولكن كان لا بد من وجود إجماع بين أعضائها الخمسة الحاليين حتى يتم قبول الدول المرشحة.وبعد أن كان حجم اقتصاد “بريكس” حوالي 26 تريليون دولار، بما يمثل حوالي 25.6 بالمئة من حجم الاقتصاد العالمي في 2022، سيصبح بعد انضمام الدول الست الجديدة حوالي 29 تريليون دولار، بما يمثل حوالي 29 بالمئة من حجم الاقتصاد العالمي، ومع ارتفاع عدد دول مجموعة بريكس إلى 11 دولة سيصبح عدد سكان دول المجموعة أكثر من ثلاثة مليارات و670 مليون نسمة أي ما يقارب نصف سكان العالم فيما كانت هذه النسبة عند نحو 40 بالمئة قبل انضمام هذه الدول.وقال رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوسا: إن الأعضاء اتفقوا على “المبادئ التوجيهية والمعايير والإجراءات لعملية توسيع البريكس”.فيما أكدت وكالة بلومبيرغ، أن دول الخليج المدعوة إلى بريكس تتطلع لتحقيق التوازن والحفاظ على العلاقات مع القوى المتعددة، وليس الانحياز إلى أحد الجانبين ولا الانخراط في منافسة على القوى الكبرى، كما أنهم يمهدون الطريق للتخطيط للطوارئ في حالة تدهور العلاقات مع الغرب بشكل كبير.ويشكل تجمع “بريكس” 32% من الناتج المحلي العالمي و 42% من سكان العالم و 16% من التجارة العالمية، ويسعى هذا التكتل إلى توسيع نفوذه سياسياً واقتصادياً وعسكرياً بعيداً عن القيود والقيم الغربية التي تتبدل وفق توجهات دوله المسيطرة، كما نشاهد من حصار واستهداف للصين وروسيا، لذا سيسعى هذا التكتل لبناء كيان مستقل مع إعطاء العملات المحلية المجال للتنافس بعيداً عن الدولار الأميركي ولربما نشهد مستقبلاً ولادة عملة موحدة لدول البريكس، بحسب مراقبين.وأوضح خبراء أن الاجتماع عُقد تحت عنوان بريكس إفريقيا له دلالة واضحة أن الوجود الغربي في القارة السمراء لم يعد مرغوباً بعد فشل الغرب في تنمية القارة بل عمل على بقائها منطقة نفوذ واستجداء رغم ما تملكه من مقدرات.يأتي ذلك وسط توقعات بأن “بريكس” سيطلق مرحلة تنموية شامله في إفريقيا لمساعدة دولها في الخروج من أزماتها المصطنعة.ومن ناحية أخرى قال مراقبون: إن الصين إحدى الدول المؤسسة لتجمع بريكس وهي ثاني أكبر اقتصادات العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي وستصبح الأول بحلول عام 2025 وفقا للإحصائيات العالمية، كما أنها أكبر الدول المصدرة للمواد الخام في العالم، الأمر الذي سيعود بالنفع على جميع الأعضاء في بريكس بما فيهم الدول الجدد.