اختتمت قمة السلام الأوكرانية في في جدة بالمملكة العربية السعودية مع عدد من الاتفاقات المتينة، والمحاولة للوصول إلى السلام للحرب الدائرة بين طرفي روسيا وأوكرانيا.
وكانت أهداف السعودية هي “التوصل إلى حل يؤدي إلى سلام دائم”، ونجحت في فقد الجمع بين ممثلي الأعضاء الأربعة في كتلة البريكس المؤثرة إلى جانب روسيا، البرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وعلى الرغم أن الحدث أثار حفيظة الكرملين، عرضت أوكرانيا وداعموها الغربيون المحادثات على أنها محاولة لحشد الدعم العالمي وراء شروط إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وكانت العديد من الدول النامية الكبيرة محايدة إلى حد كبير فيما يتعلق بالصراع لكن بعد انتهاء المحادثات في جدة، قال دبلوماسيون إن هناك قبولاً واسعاً بأن المبادئ المركزية للقانون الدولي، مثل احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
وقال دبلوماسيون عقب القمة إن بكين لعبت دورا بناء بشكل عام في المحادثات باعتبارها أهم حليف خارجي لروسيا، حيث ينظر إليها على أنها حاسمة في تعزيز الدفع وراء المحادثات ومن المحتمل أن توفر طريقة لتغذية المناقشات ببعض الخطوط الحمراء الروسية.
وقدمت الصين في القمة خطة من 12 نقطة لوقف إطلاق النار ومحادثات سلام لإنهاء الحرب، والتي أعلنت عنها لأول مرة في فبراير، وضغط الدبلوماسيون الأوروبيون للتحذير من أن وقف إطلاق النار غير المشروط يمكن أن يؤدي ببساطة إلى تجميد الصراع ويسمح لروسيا بتعزيز سيطرتها على الأراضي الأوكرانية.
وتخطط المملكة العربية السعودية لاقتراح مجموعة من مجموعات العمل لقضايا محددة أثيرت في خطة السلام الأوكرانية، والتي يتطرق بعضها إلى التأثير العالمي للحرب، ويمكن أن يشمل تركيزها على السلامة النووية، والتداعيات البيئية والأمن الغذائي وهو مصدر قلق تم التأكيد عليه في الأيام الأخيرة بانهيار مبادرة حبوب البحر الأسود التي توسطت فيها الأمم المتحدة.
المملكة السعودية تطلعت بأن يسهم الاجتماع في تعزيز الحوار والتعاون من خلال تبادل الآراء والتنسيق على المستوى الدولي بشأن السبل الكفيلة بحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية، وبما يعزز السلم والأمن الدوليين ويجنب العالم مزيداً من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية.
ويرى الناشط يحيى التليدي أن السعودية تصنع التاريخ في المنطقة والعالم، بإشراك الجميع في الرؤى والمصالح والغايات، والتحالفات والتفاهمات والاتفاقيات التي تراعي كل الظروف والمعطيات وتصنع سلاما حقيقيا بعيداً عن الشعارات والمزايدات، وهذا ما لا يرفضه عاقل مهما كانت توجهاته السياسية أو شعاراته المعلنة.
ويقول الدكتور علي العنزي، إن روسيا وأوكرانيا تنظران للسعودية كوسيط نزيه ويملك مصداقية للحد من النزاع بين الطرفين.
بينما يرى دكتور تركي الفيصل الرشيد، أن النجاح الكبير الذى حققته القيادة السعودية مرحلة تلو أخرى، قد تجسد أخيراً في اجتماع جدة لإحلال السلام بشأن الأزمة الأوكرانية، لقد اكتسبت المملكة قوة ناعمة هائلة، وأصبحت ركيزة أساسية في الميزان الدولي والإقليمي، ومساهماً لا غنى عنه في تفادي الصراعات بين الدول، كما أصبح الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان شريكين ومشاركين أساسيين في صياغة عالم يمر حاليا بمرحلة انتقالية مهمة ستفرز نظاماً جديداً أقل ما فيه أنه سيكون نظاما متعدد الأقطاب.
وأضاف تركي قائلاً، أن المتأمل في اجتماع جدة تحت رعاية القيادة السعودية يجد أن كافة المبادرات الهادفة لإحلال السلام في الأزمة الأوكرانية تحققت، حيث حضر المستشارون الأمنيون وممثلو نحو 40 دولة لمناقشة الأزمة التي استمرت لمدة 18 شهرًا، بهدف تحقيق اختراق وتوحيد الرؤية نحو تحقيق السلام.،