أزمة كهرباء عراقية ودق ناقوس الخطر ونقص المياه وما ينتج عنه جفاف وتهديد للحياة، إلا أن إيران تواصل استغلال الأزمة في العراق، بداية من استنفاذ العملة الخارجية للعراق إلى مقايضة نتيجة العقوبات الموقعة على طهران بسبب الإرهاب المستمر.
ويعاني الشعب العراقي من انقطاع الكهرباء في الشهور الماضية نتيجة لقطع إيران للغاز الذي تستخدمه العراق في محولات الطاقة؛ ما أدى إلى أزمة كبيرة في ظل ارتفاع درجات الحرارة في العراق إلى أكثر من 50 درجة مئوية.
ويرى مراقبون أن إيران في ظل أزمات تغير المناخ الذي يفتك بالعراق وتحذيرا من كوارث بيئة كبيرة وأزمات للجفاف، وأيضا في ملف الطاقة الذي يعانون منه منذ أكثر من عقدين.
ويعتقد مراقبون محليون أن الأميركان غضوا الطرف عن الخطوة التي أقدمت عليها حكومة محمد شياع السوداني مع نظيرتها الإيرانية، من أجل أمن البلاد، وسلامة حكومته الفتية.
ويستورد العراق 40 مليون متر مكعب من الغاز يومياً من إيران، وكما أدى التوقف السابق للإمدادات إلى فقدان ما يفوق 7000 ميجاواط من الكهرباء؛ ما وصل بالطاقة الإنتاجية إلى حوالي 15 ألف ميجاواط، في حين أن المطلوب لتلبية احتياجات البلاد من الكهرباء يناهز 24 ألف ميجاواط، بحسب ما قاله وزير النفط الإيراني جواد أوجي في يناير.
وقد أعلن رئيس الوزراء العراقي الثلاثاء عن انتهاء أزمة الكهرباء في بلاده باتفاق مع إيران لمبادلة غازها المورد لتشغيل محطات الكهرباء بالنفط الخام العراقي متعهدًا بإنهاء هذه الأزمة تماماً خلال ثلاث سنوات.
وفي كلمة متلفزة إلى العراقيين الذين بدأوا ينظمون تظاهرات احتجاج ضد انقطاعات الكهرباء مع ارتفاع لدرجات الحرارة بشكل غير مسبوق منذ 40 عاماً، فقد أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الاتفاق وأشار السوداني إلى أنه قد تم “الاتفاق مع إيران على تزويدها بالنفط الخام الأسود مقابل الغاز بشكل سيضمن استمرارية توريد الغاز وبه ستنتهي الأزمة الحالية”.
وبيّن أنه بسبب عدم ورود الموافقات الأميركية على تحويل العراق لمبالغ مستحقات الغاز إلى إيران فقد تم إيقاف إمدادات الغاز في وقت سابق وانحسرت بنسبة تتجاوز الـ50%.
وأكد أن العراق سدد جميع مستحقاته الخاصة بالغاز الإيراني والبالغة 11 مليار دولار وأودعت في حساب الشركات الإيرانية، كما تم تحويل 1.8 مليار يورو لإيران لسداد مستحقات سابقة عن الغاز.
ومؤخراً علقت الولايات المتحدة الأميركية على الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة العراقية بمقايضة إيران بالنفط مقابل الغاز الإيراني، لديمومة الطاقة الكهربائية التي تدهورت بسبب قطع طهران حصة بغداد من الغاز بداية شهر يونيو الماضي.