تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية قيادتها الخراب والانتهاكات والحرائق في اليمن، وبالرغم من سعيها لقتل شعب اليمن عن طريق السلاح والحرب والقتل بالأسلحة إلا أن الميليشيا ابتدعت أنواعًا جديدة في القتل.
فقد يعاني اليمن بشدة من تداعيات أمراض كثيرة وخاصة من فيروس كورونا المستجد الذي ضرب البلاد وعانت بسببه الكثير في ظل حرب مميتة واحتلال البلاد.
ويعود منحنى الإصابات بأمراض الكوليرا وحمى الضنك والملاريا في اليمن إلى الارتفاع بشكل كبير، في أكثر من 70 بالمئة من أنحاء البلاد.
وبينما لا تزال السلطات تكافح انتشار هذه الأوبئة وفق الإمكانات المتاحة لديها، تقوم ميليشيا الحوثي بالاستيلاء على الأدوية التي تصل كمنحة إلى اليمن.
وتقود ميليشيا الحوثي المسيطرة على القطاع الصحي حملة تحريض واسعة ضد التحصين واللقاحات ضد الكثير من الأمراض.
وكشفت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها أنه تم تسجيل حوالي 24 ألف إصابة بالأنواع المختلفة من الحمى في اليمن، خلال الربع الأول من العام الجاري.
وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، فقد تم رصد 23850 حالة إصابة بالحميات والفيروسات المرتبطة بضعف حملات التطعيم، خلال الربع الأول من العام الجاري، ووفق المنظمة، فإنّ الحالات المسجَّلة توزّعت بين 13 ألف إصابة بالحصبة، و8870 إصابة بحمى الضنك، إضافة إلى 2080 حالة كوليرا مشتبهاً بها، مرجحة أن تكون الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير.
كما أرجعت المنظمة أسباب تزايد حالات الإصابات بالحميات والأمراض الفيروسية في اليمن إلى “إيقاف حملات التطعيم الدورية”، وهو القرار الذي اتخذه الحوثيون منذ جائحة كورونا، حيث تقوم الميليشيا ببيع اللقاحات للاستفادة منها ماديًا.
وظهرت آثار الحملات التحريضية بشكل كبير مؤخراً من خلال الأرقام المتصاعدة لعدد المصابين بالأمراض الخطيرة التي تصيب الأطفال نتيجة عدم أخذ اللقاحات اللازمة.
وتوفي 77 طفلاً جراء الإصابة بمرض الحصبة في اليمن منذ مطلع 2023، في حين تجاوز عدد الإصابات بالمرض بين الأطفال الـ9 آلاف.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 80% من الأطفال الذين يعانون من الحصبة لم يحصلوا على اللقاح المضاد للمرض.
ويقول الباحث السياسي اليمني محمد جميح: إن اليمن لا يزال يعاني نقص المياه الذي يعد أحد أسباب تفشي مرض الكوليرا، وأغلب المناطق التي تقع تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، خاصة محافظة صنعاء، سجلت عددا كبيرا من الإصابات، وهو ما يعيق إمكانية السيطرة على انتشار المرض.
وأضاف جميح في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”: أن انتشار الأمراض والأوبئة في اليمن بهذا الشكل مؤخرا سببه “انهيار منظومة الصحة العامة وغياب إجراءات الوقاية”، محملا مسؤولية ذلك إلى الحرب الممنهجة التي تمارسها ميليشيا الحوثي، وأكد أن اليمن يواجه موجة عنيفة لتفشي الكوليرا والملاريا وحمى الضنك بجانب فيروس كورونا.