ذات صلة

جمع

ما هي أبعاد الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر ودوافعها؟

تزايدت في الآونة الأخيرة الهجمات الحوثية على السفن التجارية...

بعلبك التاريخية تحت القصف الإسرائيلي.. محو تاريخ لبنان

في تصعيد عسكري غير مسبوق، قام الجيش الإسرائيلي، الأربعاء،...

هل تورط الموساد الإسرائيلي في فضيحة التجسس الكبرى بإيطاليا؟

شهدت إيطاليا فضيحة تجسس ضخمة للغاية، تورط فيها أعضاء...

لماذا فشلت الإخوان في السيطرة على فتوى لبنان؟

بالرغم من تعدد الفئات الدينية في لبنان ولكن هناك من يحاول الاصطياد في المياه العكرة، والإخوان استطاعوا في لبنان التواجد لحقبة صغيرة من الزمن ولكنهم فشلوا تمامًا في التواجد.
هيئة العلماء المسلمين في لبنان كانت مواكبة لتطور الأحداث الأمنية في منطقة طرابلس في لبنان التي تعد كبرى المدن عقب العاصمة بيروت، وما رافق تلك الحقبة من ظهور كبير للمجموعات المسلحة داخل مناطق باب التبانة، وبالتزامن مع انغماس عشرات المشايخ ورجال الدين في الأحداث الأمنية على الأراضي السورية.
وسنوات قليلة كانت كافية لإنهاء عمر ما سمي بهيئة العلماء المسلمين في لبنان، الذراع الإخوانية، تلك التجربة التي حاول عدد من مشايخ طرابلس اللبنانية خوضها، انتهت بالفشل الذريع، بالرغم من كل المحاولات التي تبذل اليوم من قِبل عراب الهيئة وملهمها وصاحب فكرة تأسيسها الشيخ سالم الرافعي ومن يدور في فلكه لإعادتها إلى الحياة.
وبعد مرور 11 عاماً على تأسيسها أخفقت محاولة الإخوان المسلمين في الهيمنة على الطائفة السنية دينيًا في لبنان، عبر مؤسسة “هيئة العلماء المسلمين في لبنان، تلك التي تأسست في العام 2012 وقت شعور الإخوان بتحقيق التمكين في الدول العربية، إبان وجود رئيس إخواني على رأس السلطة في مصر، والهيمنة على تونس وليبيا، وصعود في المغرب وموريتانيا.
الهيئة كانت عبارة عن توظيف سياسي للدين منذ بدايتها، رغم أنها أكدت على خلاف ذلك في بيانها التأسيسي، ومن التناقضات التي لم تستطع الهيئة إخفاءها، ما نصت عليه من رفض الاستغلال السياسي للمسلمين، بينما أكدت الالتزام بـ”شعار نصرة ثورات الربيع العربي” أو بمعنى أدق نصرة التمكين الإخواني الذي ظهر حينها في العام 2012، فضلاً عن أن الهيئة حاولت أن تحل محل دار الفتوى بتاريخها العريق، بدعوى إصلاح الدار ومؤسساتها الشرعية.
والهيئة تواجدت في محاولة لإيجاد بديل عملي عن دار الفتوى، بعد تحييد دار الفتوى عن المواقف السياسية، وهو الشرط الذي اُنتخب بموجبه المفتي الحالي عبد اللطيف دريان، أي عدم التصريح بالسياسة إلا وفق المرجعية السياسية السنية واتجاهاتها.
ويقول الباحث السياسي في الشؤون الإسلامية سامح عيد: إن الواقع الذي يغيب عن الإخوان المسلمين هو أن لبنان حالة خاصة، لا يستقيم فيها حضورهم، كونهم يرتبطون بموقف إقليمي عابر للدولة القومية.
وأشار عيد في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية” أن جانبا آخر تستعيض الهيئة عبر الوجود الإخواني الكبير، بالولاء شبه المطلق لتركيا، ولكن انهيار الجماعة عالميًا كان واقعيًا أن تنهار أيضًا الجماعة في لبنان، وهي بالأساس جماعة هشة لا يمكن لها أن تتواجد في ظل تعدد طائفي.

spot_img