بصورة مفاجئة، خرج قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي”، معلنا هدنة “من جانب واحد” في السودان لمدة يومين.
وقال حميدتي في رسالة مسجلة، عبر صفحته بموقع فيسبوك، إن الهدنة تشمل يومي وقفة عرفة وأول أيام عيد الأضحى (الثلاثاء والأربعاء)، فيما عدا حالات الدفاع عن النفس.
وقال حميدتي في التسجيل الصوتي: “نعلن من جانبنا الهدنة من جانب واحد في يوم الوقوف بعرفة وأول أيام عيد الأضحى المبارك، فيما عدا حالات الدفاع عن النفس، ونتمنى أن تكون هذه الأيام فرصة للتسامح والمصالحة بين جميع أفراد مكونات شعبنا”.
وفي رسالته، ندد قائد قوات الدعم السريع في السودان بكل الانتهاكات التي تمارس ضد المدنيين، بما فيها التي يثبت قيام عناصر الدعم السريع بها، مشيرا إلى محاكمة الدعم السريع لعدد من الأفراد الذين ارتكبوا انتهاكات ضد المواطنين.
وأضاف: “نتابع باهتمام كل الانتهاكات التي تمارس ضد المدنيين الأبرياء من كل الأطراف، وخاصة من قِبل قواتنا، والاتهامات بالسرقات وغيرها من التقارير والادعاءات، وهذه الانتهاكات تخالف قانون الدعم السريع وسنتصدى لها بحزم وجدية”.
ولفت إلى أنه تم تشكيل لجنة خاصة بقيادة اللواء عصام فضيل رئيس محكمة الميدان، وقامت بمحاكمات ميدانية لعدد من الأفراد الذين ارتكبوا انتهاكات ضد المواطنين في أم درمان.
وتابع: “بدأنا التعاون مع مواطني عدد من المناطق التي نسيطر عليها لضمان الأمن وتوفير الخدمات، وسنعمل على تعميم هذا النموذج وتطويره في بقية المناطق.. وندعو العاملين في القطاعات الحيوية مثل الكهرباء والمياه والاتصالات لاستئناف عملهم لضمان استقرار هذه الخدمات مع استعدادنا التام لتسهيل مهمتهم وتوفير الحماية والمساعدة اللازمة لرفع المعاناة عن شعبنا الكريم”.
كما وجه رسالة لأهالي دارفور، قائلا: “ندعو أهلنا في دارفور للانتباه للمخططات التي تحاول إشعال الحرب الأهلية وتكرار المآسي الإنسانية التي وقعت خلال السنوات الماضية، ونؤكد تواصلنا المستمر مع حركات الكفاح المسلح والإدارة الأهلية والمجتمع المدني بالإقليم من أجل ضمان الأمن وتجنب الانزلاق لحرب أهلية”.
وذكر حميدتي أنه: “نحترم حق التظاهر والتعبير السلمي، لكن الدعوات الحالية هي مؤامرة خبيثة لجر المدنيين لدائرة الحرب، وندعو لعدم الاستجابة لهذه الدعوات وتجنب التظاهر في المناطق التي تجري فيها العمليات العسكرية حاليا حرصا على سلامة وأمن المواطنين الأبرياء”.
فيما اعتبر أن “محاولة الفلول للاستنجاد بالمدنيين مثيرة للسخرية، فمن يحرص على المدنيين ودورهم لا يقصفهم بالطيران والمدفعية، كما يحدث الآن وحدث من قبل في مناطق عديدة من البلاد”، على حد قوله.
وأكد قائد قوات الدعم السريع: “هذه الحرب فرضت علينا وهي ليست ضد القوات المسلحة، بل ضد الذين اختطفوا قرارها من عناصر النظام البائد داخل المؤسسة العسكرية”.
وقبل ذلك كان الجيش السوداني، أكد أن قوات الدعم السريع استولت على مقر رئاسة قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة السودانية في الخرطوم، ووردت أنباء عن انتشار القتال لأول مرة إلى ولاية النيل الأزرق بالقرب من إثيوبيا.
وكانت قوات الدعم السريع قد قالت إنها استولت على عشرات المركبات المصفحة والشاحنات بعد الاستيلاء على القاعدة الرئيسية لقوات الاحتياطي المركزي الأحد؛ ما عزز موقعها في جنوب الخرطوم حيث يوجد عدد من المقرات العسكرية المهمة.
واعتمد الجيش على قوات الاحتياطي المركزي في القتال البري في الخرطوم، حيث واجه صعوبات في التصدي لوحدات الدعم السريع المتنقلة التي انتشرت بسرعة في أنحاء المدينة بمجرد اندلاع القتال في 15 أبريل/نيسان.
وقال الجيش في بيان: إن قاعدة قوات الاحتياطي المركزي تم الاستيلاء عليها بعد ثلاثة أيام من القتال، واتهم قوات الدعم السريع بمهاجمة “مؤسسات الدولة”.
واندلع الصراع الدامي على السلطة في السودان يوم 15 أبريل وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة نزح خلالها أكثر من 2.2 مليون شخص داخل البلاد وفر 550 ألفا إلى دول الجوار، كما أنه يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، وكانت هدن سابقة فشلت في وقف الصراع الدامي الذي بدأ في السودان منتصف أبريل الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع.