رغم التحذيرات السعودية المتكررة من تسييس الحج، وتحويل الشعائر الدينية لورقة ضغط سياسية، وتشديدها على أهمية المحافظة على مقاصد الحج الإيمانية، وتعظيم شعيرة الحج، إلا أنه في كل عام يخرج بعض الأفراد المدفوعين لتشويه ذلك والتخطي على ذلك الركن الديني العظيم، وسبق أن احتشد أتباع جماعة الإخوان خلال موسم الحج عام 2013، ورفعوا شعارًا سياسيًا على جبل عرفات.
وهو ما تكرر هذا العام بمحاولة تسييس الحج الذي يعد خطا أحمر بالنسبة للمملكة العربية، لذا أصدر النائب العام السعودي الشيخ سعود المعجب، قبل ساعات تحذيرات، أكد فيها أن النيابة العامة ستقف بحزم أمام أي محاولة للإخلال بأمن الحج أو تعكير راحة الحجاج.
وقال المعجب في تصريحات تلفزيونية سعودية، تزامنا مع توافد ضيوف الرحمن إلى مشعر منى اليوم الاثنين، لقضاء يوم التروية: “إن النيابة ستقف بحزم أمام من يحاول أن يعكر صفو الأمن أو راحة الحجاج”، معتبرًا هذا الأمر خطًا أحمر.
كما حذر من “التعدي على الحجاج أو التعدي على رجال الأمن أو التساهل في خدمة الحجاج”، دعا ضيوف الرحمن إلى التعاون مع رجال الأمن؛ للخروج بحج آمن مطمئن.
ويعد ذلك التحذير السعودي هو الخامس من نوعه خلال أسبوع؛ فقبل أيام، حذر قائد قوات الطوارئ الخاصة برئاسة أمن الدولة اللواء ركن محمد العمري، في تصريحات صحفية، من أي محاولة للإخلال بأمن الحج.
وقال العمري: “نتعامل مع الحجاج كضيوف رحمن على مستوى واحد.. مواطنًا كان أو مقيمًا أو وافدًا.. هؤلاء ضيوف الرحمن ونحن نتعامل معهم ونرفعهم على كفوف الراحة”.
وردًا على الإجراءات التي ستتخذها السلطات لمنع أي محاولة لتسييس الحج، أوضح: “لكن، متى ما تيقن أو توفرت معلومات عمن يريد الإخلال بالحج.. ثقوا أن القطاعات في رئاسة في أمن الدولة ستكون له بالمرصاد.. أمن الحج خط أحمر.. لن نرضى الوصول إليه، بل قبل (المساس به) الوصول إليه”.
وإضافة إلى ذلك، سبق أن شدد مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية بالحج الفريق محمد بن عبدالله البسامي، على جـاهـزيـة خطط الوزارة الأمنية والمرورية والتنظيمية لموسم حج 1444 هـ؛ لمواجهة ما يمس الإخلال بالأمن أو النظام، ومنع جميع الأعمال المؤثرة في أمن وسلامة ضيوف الرحمن.
كما أكد وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة على أن الحج لأداء النسك، وليس لرفع الشعارات السياسية، مناشدًا ضيوف الرحمن بضرورة اتباع التعليمات والالتزام بخطة التفويج التي تنظّم خدمة ضيوف الرحمن، وتسهل رحلتهم.
وقبل أيام، وجه الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، رسالة توعوية لحجاج بيت الله الحرام، دعاهم فيها إلى أن يتفرغوا لأداء المناسك والعبادة، ويتجنبوا الشعارات السياسية والنعرات العصبية والخلافات المذهبية.
وذكر السديس، في تصريحات صحفية، أن “الحج أحد أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلًا، فعلى من أكرمه الله بالحج أن يتفرغ لعبادة الله وأداء مناسك الحج والابتعاد عما يبطل الحج واللغو والجدال”، مضيفًا: “على الحاج أن يبتعد عن الشعارات السياسية والنعرات العصبية والخلافات المذهبية، وأن يخلص حجه لله تعالى”.
وقبل أسبوع، أوصى مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، حجاج بيت الله الحرام، قائلا: إن “من تعظيم حرمات الله أن يقبل الحاج على حجه ويبتعد عن كل ما يؤثر على حجه وطمأنينته وسكينته، سواء كان ذلك من الخصام والمراء الذي يوقع الشحناء والبغضاء، أو من الهتافات والشعارات السياسية”.
وبلغ عدد الحجاج عام 2019 نحو 2,5 مليون حاج، لكن بعد تفشي فيروس كورونا في 2020 سمحت السعودية لعشرة آلاف شخص فقط من داخل المملكة بأداء الفريضة في ذلك العام، قبل رفع العدد في العام التالي 2021 إلى 60 ألفا بشروط صحية صارمة؛ ليتجاوز في العام 2022 926 ألفًا، وسط توقعات بأن يجتاز حاجز المليونين هذا العام.
