من رحم الإخوان الإرهابية تواجدت جميع التنظيمات الإرهابية، ومن مبادئ سيد قطب خلقت تنظيمات مثل القاعدة وداعش والشباب في الصومال.
والفكر الإخواني الذي انتشر منذ ما يقرب من مائة عام أصبح أكثر عنفًا بتواجد عناصره داخل تنظيمات كثيرة، وحتى بعد انتهاء عصر الإخوان في مصر بعام ٢٠١٣ انضم شباب الجماعة إلى منظمات إرهابية تنتمي فكريًا إلى تنظيمات كبرى مثل القاعدة وعلى رأسها جماعة أنصار بيت المقدس التي بدأت في سيناء ومن ثَم هربت قواعدها إلى سوريا والدول الإفريقية.
وبعد سنوات من انتهاء الإرهاب في سيناء بفضل الجيش المصري، لم يجد شباب الإخوان مكانا لهم في التواجد الإقليمي، وحتى عناصره في تركيا وقطر باتوا على موعد مع الشتات والبحث عن دول ترضى بوضعهم السياسي والإرهابي بعد مصالحة وتقارب قطري تركي مع مصر.
وخلال السنوات الأخيرة، تراجع تنظيم القاعدة الإرهابي إلى حد كبير، مع تركيز المجتمع الدولي على التنظيمات الأخرى مثل داعش والشباب في الصومال وإفريقيا.
وتنظيم القاعدة يسعى للعودة إلى الساحة العالمية كقوة قوية وبقيادة جديدة، بعد مقتل قائده أيمن الظواهري في باكستان بطائرة مسيرة أميركية.
ومع تراجع نفوذ جماعة الإخوان وتدهور مكانتها السياسية، ما يكون فرصة لتنظيم القاعدة للتمدد والترويج لأجندته العسكرية والسياسية، وإضافة عناصر جديدة من شباب الجماعة الإرهابية.
ودومًا كانت جماعة الإخوان تحظى بدعم من التنظيم، وكانا يعملان سويا لتحقيق أهدافهما المتشددة، ولكن مع تراجع الإخوان في السنوات الأخيرة، يبدو أن تنظيم القاعدة يرى فرصة للانفصال عن الإخوان وتقديم نفسه كقوة سياسية وعسكرية مستقلة، وهنا التعديلات الهيكلية التي يسعى تنظيم القاعدة لتحقيقها للحصول على تأييد أوسع.
وكانت قد نشرت وثائق سرية تتعلق بالزعيم السابق لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، من قِبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي أيه، ضمن مجموعة تضم حوالي 470 ألف ملف، تم الحصول على هذه الوثائق بعد الهجوم العسكري الذي نفذته القوات البحرية الأميركية في عام 2011، على المجمع الذي كان يتواجد فيه بن لادن في باكستان. وكشفت هذه الوثائق عن وجود علاقة بين تنظيم القاعدة وزعيمه السابق مع جماعة الإخوان.
وتنظيم القاعدة الإرهابي كان يعمل كذراع عسكرية لجماعة الإخوان، بحسب صحيفة العرب اللندنية، يدرك أن تراجع الجماعة سيؤثر بشكل كبير على جناحه المسلح، ولا يمكن تجاهل ذلك، ولذا، فإنه يتعين عليه اتخاذ خطوات ضرورية لمنع انهيار التنظيم العسكري مع ظهور تراجع الواجهة السياسية التقليدية لجميع الإسلاميين، وهي جماعة الإخوان.
ويقول الباحث في شؤون التنظيمات الإرهابية، طارق البشبيشي، مع تواجد أزمات داخلية داخل تنظيم الإخوان نفسه بانشقاقات، ووجود خلاف بين جبهتي لندن وإسطنبول، يحاول قادة تنظيم “القاعدة” استغلال مجموعات الشباب بالجماعة.
وأضاف البشبيشي، في تصريحات خاصة لـ”ملفات عربية”، أن تراجع الإخوان من أجل ترسيخ وجودهم عن طريق تقديم أنفسهم كقوة سياسية وعسكرية بديلة، واستغلت الحركات الإرهابية هزائم “الإخوان” وفقدانهم للتأييد الإقليمي والتراجع السياسي ليعرضوا أنفسهم كممثلين لتيار الإسلام السياسي الجديد.
وكذلك تعامل تنظيم القاعدة مع الجانب العسكري والجانب السياسي في تيار الإسلام السياسي من خلال تولي الصدارة في كلا الجانبين، وهو ما يهدف إلى أن يكونوا القوة العسكرية والواجهة السياسية للتيار مستقبلًا.