من جديد عاد الجدل يتجدد في إيران حول منصب المرشد في ظل كِبر خامنئي، حيث يتصارع أجنحة الملالي حول منصب المرشد، وذلك لأهمية هذا المنصب في الهيمنة على جميع المناصب الحساسة، ومنها اختيار رئيس الجمهورية، كما أن هذا المنصب الذي يتولاه لا يتغير ولا تنتهي مدة خلافته أبداً.
ولم يحدث أمر الخلافة في منصب المرشد إلا مرة واحدة مسبقاً عام 1989، عندما تم تعيين علي خامنئي في هذا المنصب، والأمر سوف يتجدد حيث يحاول علي خامنئي تولية ابنه مجتبى خامنئي في منصب المرشد بعد وفاته.
ولد مجتبى خامنئي في سبتمبر 1969، وكان مشاركاً في حرب الخليج الأولى التي اندلعت عام 1980، وهو الابن الثاني لخامنئي، وله علاقة بالحرس الثوري الإيراني، وهو الأكثر تدخلاً في الحياة السياسية، حيث إنه يدير ما يقرب من 70% من الشؤون الداخلية والخارجية للبلاد.
كما أن مجتبى خامنئي تورط كثيرا في صفقات مشبوهه في السلاح بشكل غير قانوني والفساد، وبجانب علاقته بالحرس الثوري الإيراني فإنه على علاقة وطيدة بحركة طالبان، وبذل قصارى جهده لمنع حدوث اتفاق بين واشنطن وطالبان.
ويلعب مجتبى خامنئي أدوارًا خفية داخل إيران أبرزها دوره السري في تشكيل جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، كما يتحكم في إدارة المؤسسات الثقافية والمالية التي تقع تحت إشراف خامنئي، كما أن مجتبى خامنئي هو المسؤول عن حكومة الظل، وهو الجهاز الذي تم تشكيله عام 1997 وما زال محور السياسة في إيران، مع هيمنته على مؤسسة “المستضعفين” وهي أكبر المؤسسات الاقتصادية في البلاد، بالإضافة إلى لجنة تنفيذ أمر الإمام ومقر خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري الإيراني وإدارة الأماكن الدينية والأوقاف.
وتجددت التحذيرات من توريث مجتبى خامنئي كمرشد، خاصة أن جميع التيارات المقربة من المرشد صامتة تماماً، كما أن الحديث عن التنصيب بدأ بعد الانتخابات الرئاسية عام 2004، ولكن بدأت الجهود الفعلية لتنصيب مجتبى في مقعد والده منذ العام 2009.
ويذكر أن المرشد الأعلى تختاره هيئة مكونة من 88 عضوًا، تعرف باسم مجلس الخبراء يتم انتخاب أعضائها من قِبل الإيرانيين كل ثماني سنوات، بشرط أن يحظى المرشحون لهذه الهيئة بموافقة مجلس صيانة الدستور الذي يعينه المرشد الأعلى بنفسه، وبمجرد انتخابه يظل المرشد الأعلى في هذا المنصب مدى الحياة، والجدير بالذكر أن خلال الفترة القادمة يتوقع أن ينصب خامنئي ابنه مجتبى سراً في منصب المرشد بعد وفاته.