تشهد الساحة الاقتصادية الروسية مؤشرات واضحة على تصاعد التحديات التي تواجه الشركات خلال العام الحالي، رغم التأكيدات الرسمية بأن الاستقرار المالي العام في البلاد ما يزال تحت السيطرة. ويشير أحدث تقرير صادر عن البنك المركزي الروسي إلى أن آثار التباطؤ الاقتصادي بدأت تنعكس بقوة على أداء المؤسسات، خصوصًا مع ارتفاع نفقات التمويل وتدهور بعض القطاعات الحيوية.
تراجع الملاءة المالية وارتفاع مخاطر الائتمان
أوضح البنك المركزي الروسي أن مخاطر الائتمان أصبحت تمثل نقطة الضعف الأساسية في الوضع الاقتصادي. وبينما تبدو أوضاع المواطنين والشركات مستقرة نسبيًا، إلا أن الضغوط السابقة بدأت بالتراكم، ما تسبب في صعوبات متزايدة لدى المقترضين الأكثر ضعفًا.
انخفاض حاد في أرباح الشركات
كشف التقرير أن تباطؤ النشاط الاقتصادي، والظروف الخارجية غير المواتية، وارتفاع تكاليف الفائدة، أدت إلى هبوط صافي أرباح الشركات بنسبة 23% خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام مقارنة بالعام الماضي.
قطاعات تتصدر قائمة
الخسائر
سجلت قطاعات عدة — من بينها البناء والنفط والغاز والنقل— زيادة ملحوظة في عدد الشركات الخاسرة. كما يتعرض قطاع الفحم لضغوط كبيرة خلال الفترة الراهنة.
تمديد آجال السداد يفاقم
الضغوط على الشركات الصغيرة
أوضح التقرير أن الشركات الكبرى لجأت إلى تمديد آجال سداد قروضها، ما رفع حجم ديونها وأثر سلبًا على الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر، التي لا تمتلك المرونة المالية نفسها.
توقعات باستمرار الصمود حتى 2026
رغم الظروف الصعبة، يتوقع البنك المركزي أن معظم الشركات ستستطيع الصمود حتى عام 2026، بينما ستتركز مشكلات خدمة الديون في فئة محدودة من الشركات ذات المديونية العالية.
يعكس التقرير مرحلة معقدة يمر بها الاقتصاد الروسي تتداخل فيها عوامل التباطؤ الاقتصادي وارتفاع تكاليف التمويل وتحديات الأسواق العالمية. ومع استمرار الضغوط، يبقى مستقبل الشركات الصغيرة والمتوسطة مرهونًا بالتطورات الاقتصادية خلال الأعوام المقبلة.

