ذات صلة

جمع

العطش يقترب من مشهد.. انهيار مائي يهدد ثاني كبرى المدن الإيرانية

تشهد إيران واحدة من أخطر أزماتها البيئية منذ عقود،...

جوازات إسرائيلية مزوّرة تطيح بعائلة إيرانية في مطار إفريقي

في حادثة مثيرة تكشف تعقيدات الصراع الخفي بين أجهزة...

أنفاق رفح.. ورقة التفاوض الأخطر بين حماس وإسرائيل

تحوّلت أنفاق رفح من مجرد ممرات سرية إلى ساحة...

أزمة السودان تتفاقم: نزوح أكثر من 12 مليون شخص يفاقم المعاناة الإنسانية

تواجه السودان واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ...

الانتخابات البرلمانية العراقية: التصويت الخاص يرسم ملامح المنافسة المقبلة

شهد العراق صباح اليوم الأحد انطلاق أولى مراحل الانتخابات...

العطش يقترب من مشهد.. انهيار مائي يهدد ثاني كبرى المدن الإيرانية

تشهد إيران واحدة من أخطر أزماتها البيئية منذ عقود، بعدما أعلنت السلطات المحلية في مدينة مشهد، ثاني كبرى المدن الإيرانية بعد طهران، أن مخزون المياه في السدود الأربعة المغذية للمدينة تراجع إلى أقل من 3% فقط، في مؤشر على انهيار مائي وشيك يهدد حياة أكثر من أربعة ملايين نسمة.

ويقع هذا التراجع في إطار أزمة جفاف غير مسبوقة تضرب البلاد منذ مطلع العام، وسط تراجع قياسي في معدلات الأمطار وارتفاع لافت في درجات الحرارة، ما أدى إلى جفاف عشرات السدود وتراجع منسوب المياه الجوفية في مختلف المحافظات.

سدود شبه خاوية ومدن عطشى

وبحسب بيانات مؤسسة المياه في مشهد، فإن السدود الأربعة التي تزوّد المدينة بالمياه لم تعد تحتفظ سوى بـ40 مليون متر مكعب من أصل أكثر من 189 مليونًا كانت متوفّرة في الفترة ذاتها من العام الماضي.

ويستهلك سكان المدينة يوميًا نحو 700 ألف متر مكعب من المياه، ما يجعل الوضع الحالي غير قابل للاستمرار أكثر من أسابيع معدودة إذا لم تهطل الأمطار قريبًا.

وتقع مشهد، على بُعد نحو 900 كيلومتر شرق طهران، في منطقة شبه قاحلة، حيث يعتمد السكان بشكل أساسي على المياه السطحية القادمة من السدود، في وقت باتت فيه الآبار الجوفية على وشك النضوب نتيجة الإفراط في السحب خلال السنوات الماضية.

طهران ليست أفضل حالًا

الأزمة لا تتوقف عند مشهد، إذ تعيش العاصمة طهران وضعًا مائيًا خطيرًا أيضًا، فقد أعلنت شركة مياه طهران أن سد “أمير كبير” لا يحتوي سوى على 14 مليون متر مكعب من المياه، مقارنة بـ86 مليونًا في العام الماضي، أي بانخفاض تجاوز 80%.

وأرجعت السلطات هذا الانخفاض الحاد إلى تراجع هطول الأمطار بنسبة تقارب 100% في مناطق العاصمة والمحيط الجبلي المحيط بها، خصوصًا جبال البرز، التي كانت تُعدّ المصدر الطبيعي الرئيسي للثلوج والمياه الذائبة التي تغذّي خزانات المدينة.

ومع تفاقم الأزمة، بدأت الحكومة الإيرانية بتطبيق سياسة تقنين المياه ليلًا في طهران وعدة مدن أخرى، في محاولة لتخفيف الضغط على شبكات التوزيع ومنع انهيار المنظومة المائية بالكامل.

كارثة بيئية تهدد الملايين

بحسب تقارير بيئية محلية، فإن أكثر من 15 محافظة إيرانية من أصل 31 لم تتلقَّ أي أمطار خلال الخريف الحالي، فيما جفَّ 19 سدًا كبيرًا على مستوى البلاد، ما يشكّل نحو 10% من إجمالي السدود الإيرانية.

ويحذّر الخبراء من أن استمرار الوضع على هذا النحو قد يؤدي إلى موجات نزوح داخلية واسعة من المدن الكبرى نحو الشمال والمناطق الساحلية، بحثًا عن مصادر بديلة للمياه.

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لم يستبعد هذا السيناريو الكارثي، إذ حذّر مؤخرًا من احتمال إجلاء سكان العاصمة طهران بحلول نهاية العام إذا استمرّت موجة الجفاف الحالية، وهو تصريح عكس مدى القلق الرسمي من فقدان السيطرة على الأزمة.

إيران على حافة العطش

تتزايد المطالب داخل إيران بضرورة إعادة هيكلة سياسات إدارة المياه، ووقف مشاريع السحب الجائر من الأنهار والبحيرات الداخلية، التي فاقمت من التصحر والجفاف.
ويرى محللون أن ما يحدث في مشهد وطهران ليس أزمة عابرة، بل مؤشر على انهيار بيئي شامل ناجم عن عقود من سوء التخطيط وغياب استراتيجيات الاستدامة.