ذات صلة

جمع

الأبواب المغلقة.. تداعيات انقطاع الإنترنت والاتصالات على عمل الصحفيين في غزة

بين الخطر الميداني والعزلة الرقمية، يواصل الصحفيون في قطاع...

الأكاذيب الممنهجة.. كيف تستغل جماعة الإخوان الأزمات في السودان؟

مع تصاعد الأحداث في مدينة الفاشر بالسودان، برزت جماعة...

ما وراء الكواليس.. دلالات زيارة “الشرع” المفاجئة إلى واشنطن

أثارت الأنباء عن الزيارة المرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع...

ثغرة الهاتف.. الخيط الخفي في لغز اغتيال إسماعيل هنية

كشفت التحقيقات الإيرانية المستمرة في واقعة اغتيال رئيس المكتب...

ما وراء الكواليس.. دلالات زيارة “الشرع” المفاجئة إلى واشنطن

أثارت الأنباء عن الزيارة المرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن هذا الشهر موجة من التساؤلات حول أبعادها السياسية ودلالاتها الإقليمية، إذ ستكون الأولى من نوعها لرئيس سوري منذ تأسيس الدولة الحديثة.

حيث أكدت المصادر أن الزيارة تضع على الطاولة ملفات شائكة، أبرزها انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، واتفاق سلام محتمل مع إسرائيل برعاية أمريكية.

وترى المصادر أن واشنطن تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إعادة هندسة العلاقة مع دمشق، تمهيداً لإنهاء أكثر من عقد من العزلة السياسية التي فرضتها العقوبات والقطيعة الدبلوماسية، فيما تراهن القيادة السورية على انتزاع اعتراف أمريكي بشرعية النظام الجديد.

ما أهمية الزيارة المنتظرة؟

وقالت المصادر إن الزيارة تكتسب أهمية رمزية واستراتيجية في آنٍ واحد، كونها أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى واشنطن منذ استقلال سوريا، حيث تشير السجلات التاريخية لوزارة الخارجية الأمريكية إلى أن أي رئيس سوري سابق، بما في ذلك حافظ وبشار الأسد، لم يقم بزيارة مماثلة.

ما الهدف الأساسي للزيارة؟

وفق تصريحات توم برّاك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، فإن الهدف الأساسي للزيارة هو بحث انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد داعش، وهو التحالف الذي تقوده واشنطن منذ عام 2014.

وقال برّاك في حوار المنامة الأمني بالبحرين: “نأمل خلال الزيارة أن تنضم سوريا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم داعش، وتشارك بفاعلية في مكافحة الإرهاب.”

وأوضحت المصادر أن واشنطن تسعى إلى تحويل سوريا من محور مقاوم إلى شريك في الاستقرار الإقليمي، من خلال خطوات تدريجية تبدأ بالتعاون الأمني ضد داعش، وتنتهي بمفاوضات سلام مع إسرائيل تضمن خريطة أمنية جديدة في الشرق الأوسط.

الرسائل الضمنية للزيارة

وكشفت المصادر أن إحدى أهم رسائل الزيارة تتمثل في التحرك الأمريكي نحو تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا بموجب قانون “قيصر”.

وتقول المصادر إن واشنطن بدأت تدرك أن سياسة العزلة لم تحقق أهدافها، بل فتحت الباب أمام تمدد روسيا وإيران في الساحة السورية.

ووفق تسريبات من أروقة الكونغرس، يجري العمل على مشروع قانون جديد يسمح بتجميد بعض بنود العقوبات مقابل التزامات سورية واضحة، مثل السماح بعودة المنظمات الإنسانية الدولية إلى مناطق واسعة من البلاد، ومراقبة التمويل الخارجي، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي، وإطلاق عملية مصالحة وطنية تضمن مشاركة القوى السياسية غير المسلحة في الحياة العامة. وإذا ما تحقق ذلك، فسيكون الشرع أول رئيس سوري ينجح في كسر طوق العزلة الغربية وإعادة بلاده إلى مسار الشرعية الدولية.

ما دلالات التوقيت؟

وذكرت المصادر أن الإعلان عن الزيارة يأتي في توقيت بالغ الحساسية على المستويين الدولي والإقليمي، فالإدارة الأمريكية تسعى إلى تحقيق اختراق دبلوماسي قبل الانتخابات المقبلة، بينما تبحث دمشق عن فرصة لالتقاط أنفاسها بعد سنوات من الحروب والعقوبات.

وقالت إن الأنظار تبقى موجهة إلى ما إذا كانت هذه الزيارة ستؤسس لمرحلة “سوريا الجديدة” التي تتنفس السلام، أم أنها ستكون مجرد حلقة أخرى في سلسلة المبادرات المؤجلة التي أجهضتها الحسابات الإقليمية.