ذات صلة

جمع

لبنان بين مطرقة إسرائيل وسكون واشنطن.. الانفجار يقترب

يعيش لبنان واحدة من أكثر مراحله حساسية منذ نهاية...

مرحلة الغموض.. كيف ستتعامل بغداد مع الضغط الأمريكي لإنهاء نفوذ وكلاء إيران؟

كثّفت واشنطن اتصالاتها مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع...

كيف تنسف عدم مطابقة الرفات لهويات الرهائن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟

فجّرت نتائج الفحوص الأولية على الرفات التي سُلّمت مؤخرًا...

تصعيد جديد على الحدود.. الرئيس اللبناني يأمر الجيش بالتصدي لأي توغّل إسرائيلي

في تطورٍ يعيد التوتر إلى الواجهة على الجبهة الجنوبية،...

مرحلة الغموض.. كيف ستتعامل بغداد مع الضغط الأمريكي لإنهاء نفوذ وكلاء إيران؟

كثّفت واشنطن اتصالاتها مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مطالبة إياه باتخاذ خطوات ملموسة تجاه ضبط أنشطة الفصائل المسلحة، التي يُتهم بعضها بتنفيذ هجمات ضد المصالح الأمريكية في العراق وسوريا.

وبحسب مصادر فإن الإدارة الأمريكية تعتبر أن استمرار نشاط هذه الفصائل يُقوّض جهودها في تثبيت الاستقرار الإقليمي، ويضع بغداد في موقع المتفرج على صراع الآخرين فوق أراضيها.

معادلة صعبة

وقالت المصادر: إن الحكومة العراقية تجد نفسها في معادلة شديدة الحساسية، فالسوداني يدرك أن أي تصعيد ضد الفصائل المدعومة من طهران قد يُشعل مواجهة داخلية هو في غنى عنها، لأن كثيرًا من هذه الفصائل تمتلك تمثيلًا سياسيًا داخل البرلمان، ونفوذًا مؤسسيًا في الأجهزة الأمنية والوزارات، كما أن التحالف الإطاري الذي أوصل السوداني إلى السلطة يعتمد على دعم قوى مقربة من إيران، مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، ما يجعل أي تحرك ضدهما محفوفًا بالمخاطر السياسية والأمنية، لذلك يحاول السوداني الموازنة الدقيقة بين الحفاظ على علاقاته مع واشنطن، وبين عدم استفزاز طهران أو أذرعها داخل العراق.

لعبة التوازن

وكشفت المصادر، أن العراق منذ 2003 يعيش في ظل سياسة التوازن الإجباري بين الولايات المتحدة وإيران، فبينما تعتمد بغداد على واشنطن في مجالات التدريب العسكري والتعاون الاقتصادي، فإنها تعتمد على طهران في ملفات الطاقة والحدود والأمن الداخلي، ومن ثمّ، فإن أي انحياز صريح لأحد الطرفين يُعرّضها لفقدان الطرف الآخر.

ما هو موقف طهران من الضغوط الأمريكية؟

وترى، أن إيران تدير المشهد في العراق بحذر، فهي لا تريد مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة على الأراضي العراقية، لكنها في الوقت ذاته لا تريد خسارة نفوذها المتجذر منذ عقدين، لذا تسعى إلى تحريك حلفائها السياسيين والعسكريين داخل العراق للضغط على الحكومة كي لا تستجيب للضغوط الأمريكية.

ما هي السيناريوهات المحتملة؟

وأشارت المصادر، أن الخيارات أمام بغداد تبدو محدودة، فالسيناريو الأول هو أن تستمر في سياسة التهدئة والموازنة، من خلال إجراءات رمزية تُرضي واشنطن دون استفزاز طهران، مثل إعادة هيكلة بعض التشكيلات الأمنية، أو إصدار بيانات إدانة للهجمات ضد القوات الأمريكية دون مواجهات فعلية، أما السيناريو الثاني، فهو أن ترضخ الحكومة للضغوط الأمريكية وتبدأ حملة أمنية ضد بعض الفصائل، وهو خيار محفوف بالمخاطر وقد يؤدي إلى تفجير مواجهة داخلية، بينما السيناريو الثالث والأقل احتمالًا يتمثل في أن تنحاز بغداد صراحة إلى طهران، وترفض الضغوط الأمريكية كليًا، وهو ما قد يعرّضها لعقوبات اقتصادية وسياسية قاسية.

واختتمت، أن العراق يقف اليوم أمام تحدٍّ استراتيجي حاسم فإما أن ينجح في فرض سيادته فعليًا عبر كبح نفوذ وكلاء إيران داخل أراضيه بطريقة لا تفجّر الداخل، أو أن يواصل سياسة الموازنة الهشة التي تبقيه في دائرة الضغوط المستمرة من الطرفين.