ذات صلة

جمع

تسريبات استخباراتية خطيرة.. إيران خسرت نصف مخزونها من الصواريخ

في وقت يعيش فيه الشرق الأوسط هدوءًا هشًا بعد...

توغل إسرائيلي محدود يرسم ملامح تصعيد جديد

في تطور ميداني لافت، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، تنفيذ...

تجنيد الأطفال.. أداة الإخوان لإعادة بعث التنظيم

رغم التضييق الأمني وفشل المشروع السياسي لجماعة الإخوان في...

تحولات قاتلة.. من منابر الإخوان إلى ميادين داعش

في تطوّر يعكس عمق الانهيار الفكري والتنظيمي لجماعة الإخوان...

” محور موراغ”.. ما هو العقدة الأخيرة بين حماس وإسرائيل لإبرام اتفاق غزة؟

وسط الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق هدنة في غزة، كشفت تقارير صحفية، أن نقاط الخلاف بين إسرائيل وحركة حماس تقلصت من أربع نقاط أساسية إلى نقطة واحدة فقط؛ ما يعكس تقدمًا كبيرًا في المفاوضات الجارية بوساطة أميركية ومصرية وقطرية.

وأكد المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، هذا التطور، معربًا عن تفاؤله بإمكانية الوصول إلى اتفاق شامل قبل نهاية الأسبوع.

” محور موراغ”.. العقدة الأخيرة

وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، تتمحور نقطة الخلاف الوحيدة حول خطة إسرائيلية تهدف إلى الاحتفاظ بالسيطرة على شريط ضيق من الأرض في جنوب غزة، يُعرف باسم ” محور موراغ”.

وهذا المحور، الذي يمتد جنوبي خان يونس بمحاذاة الحدود المصرية، يعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «شريانًا أمنيًا حيويًا»، وقد أطلق عليه اسم «فيلادلفيا 2» تشبيهًا بـ«محور فيلادلفيا» التاريخي الذي كان يفصل غزة عن مصر.

وترى إسرائيل في هذا المحور أداة استراتيجية لمنع حماس من إعادة التسلح عبر الأنفاق، فيما ترفض الحركة أي تواجد عسكري إسرائيلي داخل قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار.

ما هو محور موراغ؟

ومحور موراغ، الذي أُطلق عليه حديثًا اسم «فيلادلفيا 2»، هو ممر أمني ضيق يمتد جنوبي مدينة خان يونس، بمحاذاة الحدود المصرية، وتاريخيًا، استُخدم هذا الشريط للرقابة على الأنفاق التي حفرتها الفصائل الفلسطينية بين قطاع غزة ومصر، بهدف تهريب الأسلحة والإمدادات.

وفي عام 2005، بعد انسحاب إسرائيل الأحادي من غزة، تخلت تل أبيب عن سيطرتها على ما عُرف وقتها بـ«محور فيلادلفيا» لصالح السلطة الفلسطينية، لكن الأحداث الأمنية اللاحقة وصعود حماس أعادا إحياء المخاوف الإسرائيلية من إعادة التسلح عبر هذه المنطقة.

ووفق التقديرات الأمنية الإسرائيلية، هناك عشرات الأنفاق ما زالت قائمة أو يمكن إعادة بنائها في هذه المنطقة، ما يجعلها هدفًا استراتيجيًا لإسرائيل لضمان قطع أي إمدادات عسكرية لحماس، وللحد من تهريب الأسلحة إلى القطاع.

نتنياهو: ما تنازل عن السيطرة

وبعد لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، جدد نتنياهو تمسكه بالخطة الأمنية، مؤكدًا أن السيطرة على محور موراغ ضرورية لتحقيق هدف ” القضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحماس”.

وقال نتنياهو – في بيان مصوّر-: «لن نتراجع ولو للحظة. هدفنا هو تحرير جميع المحتجزين، أحياء أو أموات، والقضاء التام على قدرة حماس على تهديد إسرائيل في المستقبل»، وشدد على أن هذا الجهد العسكري المستمر «رغم تكلفته الباهظة» ضروري لضمان أمن الإسرائيليين.

دعم ترامب.. ضغوط مستمرة

وجاءت تصريحات نتنياهو عقب اجتماع مطول مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، استمر نحو ساعة ونصف في البيت الأبيض.

وتعد هذه ثالث زيارة يجريها نتنياهو إلى واشنطن منذ بداية ولاية ترامب الثانية في يناير 2025، ما يعكس الدعم الكبير الذي يقدمه الرئيس الأميركي للحكومة الإسرائيلية.

ولكن الاجتماع الأخير كان الثاني بينهما خلال أقل من 24 ساعة، ما يشير إلى تنسيق وثيق، خاصة في ظل الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق نهائي.

هل ينجح الاتفاق قريبًا؟

ورغم التفاؤل الأميركي، يبقى مصير الاتفاق رهناً بحسم ملف محور موراغ، ويرى مراقبون أن الضغوط المشتركة من نتنياهو وترامب قد تُرغم حماس على تقديم تنازلات إضافية، في ظل الوضع الإنساني المتدهور في غزة، والتصاعد المستمر في الضغوط الدولية.

وفي المقابل، تشير مصادر قريبة من حماس إلى تمسك الحركة برفض أي وجود عسكري إسرائيلي داخل القطاع، ما قد يعيد المفاوضات إلى نقطة الجمود في حال الإصرار على هذا المطلب.

وستكشف المرحلة المقبلة ما إذا كانت هذه العقبة الأخيرة ستُزال فعليًا، ليتم التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب في غزة، أو ما إذا كانت الخلافات ستتعمق مجددًا، لتُطيل أمد الصراع.

spot_img