أتى اغتيال “حسن زين” المزعوم أنه وزير الشباب والرياضة بحكومة ميليشيات الحوثي بالتزامن مع تسليم “حسن إيرلو” سفير إيران لدى الحوثيين أوراق اعتماده. هذا وقد أثار “معن دماج” السياسي و الناشط اليمني بعض التساؤلات حول اغتيال “حسن زين”، والتي تناولت صلاحيات الحاكم العسكري الذي يرغب في مسح الطاولة من السياسيين المتعارف عليهم لمصلحة الحرس الثوري. كان الظهور العلني الأول لسفير “إيرلو” إيران لدى ميليشيات الحوثي في صنعاء أثناء تسليم أوراق اعتماده لـ “هشام شرف” ما يسمى وزير الخارجية بحكومة الحوثيين الانقلابية غير المعترَف بها دوليًا.
أسقطت ميليشيات الحوثي مسؤولية الاغتيال على عناصر إجرامية تابعة للعدوان، وجاء هذا عبر بيان خارج من وزارة الداخلية. ونتيجة لذلك صرح “محمد جميح” المحلل السياسي اليمني ، أن هذا يعد حكمًا سريعًا لم يصدر من جهة قضائية، ولذلك يُعتبر هذا حكمًا “سياسيًا” لتشتيت الأنظار عن القاتل الحقيقي. “إيرلو” لم يسبق له العمل بالسلك الدبلوماسي، فهو مدرب مختص على الأسلحة المضادة للطيران، وقد قام بتدريب ميليشيات حزب الله اللبناني مسبقًا. التخلص من الشخصيات السياسية التابعة لميليشيات الحوثي يأتي وَفْق سياسة الحاكم الفعلي لصنعاء، وجاء ذلك على لسان أحد الناشطين السياسيين اليمنيين، وأضاف أن كل ذلك لإفساح المجال أمام العناصر القادمة من صعدة لضمان حكم إيران بشكل تام لصنعاء.
نظرًا للخلافات على المنهوبات والنفوذ يعتقد المراقبون أن اغتيال “حسن زين” أتى خلال موجة التصفيات الداخلية بين أجنحة الميليشيات. تصاعد الصراع في الأشهر الماضية بين أجنحة الميليشيات الحوثية ليعتلي موجة التصفيات البينية التي وصلت إلى زعيم الحوثيين وأدت لمصرع أخيه إبراهيم الحوثي، الذي تم تصفيته وآخرين برفقته في صنعاء، وجاء ذلك نتيجة للصراع الداخلي بين قادة الميليشيات، الذي تضمن عمليات قتل واغتيال لعشرات القيادات. وتزايد الصراع بشكل واضح بين قيادات ميليشيات الحوثي والتي بدأت تتخذ أوضاعًا جديدة ومتنوعة، أهمها التصفيات الجسدية والاعتقالات، والتي تتمحور حول خلافات تقاسم الأموال المنهوبة والنفوذ فيما تبقى من مناطق سيطرتها.