قررت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى المعروفة بمعاداتها الشديدة لحركة النهضة الإخوانية، توسيع تحركاتها ضد تيار الإسلام السياسي في تونس؛ إذ تسعى للتصدي للإسلاميين بمختلف انتماءاتهم.
وتشمل هذه التحركات الأخيرة لعبير موسى سجالا بينها وبين قيادات (شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)، المعنية بالتدريب الإعلامي، عقب اتهامهم باختراق الإعلام التونسي، وعمالتهم لصالح “جماعة الإخوان المسلمين”.
ويعتبر الحزب الدستوري الحر امتداداً لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل الذي كان مهيمناً على السلطة في تونس لمدة 23 عاما، بزعامة الرئيس التونسي الأسبق الراحل زين العابدين بن علي، الذي أطاحت به ثورة يناير 2011.
ووجهت عبير موسى اتهامات إلى عدد من الصحفيين، وعلى رأسهم نقيب الصحفيين التونسيين مهدي الجلاصي، لدعمهم مشروع الإخوان، فضلا عن أكاديمية On Air formation، المتخصصة في مجال التدريب والاستشارات الإعلامية، والتي تم تأسيسها عام 2020، ويتولى الإشراف عليها الإعلامية ليلى بن عطية الله، التي نفت علاقتها بالمنظمة نهائيا، رغم مشاركتها في العديد من أنشطتها، وإعلان موقع الأكاديمية وصفحتها الرسمية، أنّها الوكيل الحصري والرسمي لشبكة محرري الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تونس.
وكان الحزب الدستوري الحر قد اتهم نائبة رئيس البرلمان التونسي الجديد سوسن المبروك بالولاء لمملكة أطلنتس، وبأنها تتولى منصب وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية في المملكة، لكن الأخيرة نفت ذلك، وقررت رفع قضية على الحزب ورئيسته موسى.
ومملكة أطلنتس الجديدة مملكة وهمية تطلق على نفسها “أرض الحكمة”، ولديها رئيس ورئيس وزراء ومواطنون على شبكة التواصل الاجتماعي ودستور، وتسعى للاعتراف الدولي.
ويرى مراقبون أن عبير موسى تريد من الإعلام إعادة تسليط الأضواء عليها من خلال بعض الاتهامات، وذلك بعد أن نجح الرئيس التونسي في استقطاب أنصارها عبر القرارات الأخيرة التي طالت حركة النهضة الإسلامية بإغلاق مقراتها، والقبض على أبرز قادتها بمن فيهم راشد الغنوشي.
وفي مقال نشرته صحيفة “النهار العربي” للخبير في الإسلام السياسي عمرو فاروق، ذكر أن ما تفعله السياسية عبير موسى يمثل صيحة تحذير قوية للتصدي للتنظيم الدولي، ووقف مخططه في اختراق الداخل التونسي والعمق العربي، عبر مشاريع إعلامية تتخذ مسميات عدة، في ظل تعثر المشروع الإخواني على أرض الواقع؛ سعياً لاستمالة عدد كبير من الشباب الإعلاميين والصحفيين في المنطقة العربية، بهدف تبنّي خطابها وأدبياتها الفكرية والسياسية، وفقاً لما يُعرف بـ”التأثير النفسي والذهني عن بُعد”، من خلال السيطرة على (النيو ميديا).
وكانت الصحيفة قد نشرت في منتصف أبريل 2021 معلومات عن محاولة اختراق المنظومة الإعلامية العربية من قيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، عن طريق (شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)، MENA EDITORS، للهيمنة على الساحة الإعلامية، والتي يتولى منصب مديرها التنفيذي الإخواني المصري أبو بكر خلاف، المحكوم عليه في قضايا تخص الأمن القومي، والذي عدّل اسمه إلى “أبو بكر إبراهيم أوغلو”، بعد حصوله على الجنسية التركية.
