رغم إعدامه منذ 4 أشهر، إلا أن قضية إعدام نائب وزير الدفاع الأسبق في إيران، علي رضا أكبري، بتهمة “التجسس لصالح بريطانيا”، ما زالت تثير الجدل محليا ودوليا بصورة كبيرة.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها أن رضا أكبري، الذي أعدمته طهران مطلع العام الجاري بتهمة التجسس، كان قد سرب معلومات عن موقع فردو النووي الإيراني إلى بريطانيا، مضيفة أن إيران كشفت تجسسه لصالح بريطانيا، بمساعدة من روسيا.
وأكدت الصحيفة في تقريرها الذي جاء تحت عنوان: “مسؤول رفيع وجاسوس بريطاني.. حياة مزدوجة انتهت بحبل المشنقة”، أن بريطانيا أبلغت تل أبيب منذ ربيع عام 2008، بـ”جاسوس بريطاني يتمتع بإمكانية وصول عالية المستوى إلى الأسرار النووية والعسكرية للبلاد”.
وتابعت: إن هذا الجاسوس قدم معلومات قيمة -وواصل القيام بذلك لسنوات- معلومات استخباراتية من شأنها أن تكون حاسمة في إزالة أي شك في العواصم الغربية بأن إيران تسعى للحصول على أسلحة نووية، وفي إقناع العالم بفرض عقوبات شاملة ضد طهران، كما أقنع الصين وروسيا بعدم شفافية البرنامج النووي الإيراني.
وذكرت “نيويورك تايمز” أن هذه الصحيفة كتبت في عام 2019 أن مصدر المعلومات الاستخباراتية الذي كشف عن موقع “فوردو” النووي الإيراني كان جاسوساً يعمل لصالح بريطانيا.
وأكدت الصحيفة في تقريرها أن المعلومات الاستخباراتية عن فوردو التي قدمها أكبري كانت واحدة من المعلومات التي كشف عنها مسؤول المخابرات البريطاني لنظرائه الإسرائيليين والوكالات الصديقة الأخرى عام 2008، وفقًا لـ”ثلاثة من مسؤولي المخابرات والأمن القومي الغربيين”.
وكان مهدي أكبري، شقيق علي رضا أكبري، قد قال سابقا: “كان أخي شديد التدين وثوريًا للغاية، أكثر من أي شخص آخر في عائلتنا. وكان ملتزما بقيم الجمهورية الإسلامية”.
وقال دبلوماسي إيراني كبير: إن علي رضا أكبري كان يؤكد في اجتماعات حكومية رسمية في إيران أن امتلاك أسلحة نووية يجب أن يكون على جدول أعمال إيران.
وكان علي رضا أكبري أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، وترقى إلى منصب نائب وزير الدفاع، وتقلد مناصب استشارية في مجلس الأمن القومي والهيئات الحكومية الأخرى. وأقام علاقات وثيقة مع رجلين قويين: محسن فخري زاده، العالم النووي، وعلي شمخاني.
يذكر أن محسن فخري زاده، مساعد وزير الدفاع وأحد المتورطين في البرنامج النووي والصاروخي للنظام الإيراني تم اغتياله يوم 27 نوفمبر 2020، عندما كان علي رضا أكبري رهن الاعتقال.