لا يزال الشعب اليمني يدفع ثمن هجمات الحوثي الخسيسة على الموانئ النفطية، والتي لجأ إليها جماعة الحوثي بأوامر نظام الملالي بهدف إثبات نوايا طهران في استمرار الحوثي في أجنداته التخريبية في اليمن خدمة للحرس الثوري الإيراني وأطماعه بالمنطقة.وخلال القمة العالمية للحكومات التي انعقدت الساعات الماضية في الإمارات أكد الدكتور معين عبدالملك رئيس الوزراء اليمني، أن مخزون قدرة اليمن على الصمود يستنزف، حيث انكمش الاقتصاد اليمني إلى النصف، ومع الهجمات الحوثية الأخيرة على المنشآت والموانئ النفطية خسرت البلاد حوالي 800 مليون إلى مليار دولار.وأوضح “عبدالملك”، أنه لولا الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة وتماسكها، كان سيحدث الانهيار، كون الرواتب باتت في حدها الأدنى والقدرة الشرائية تراجعت إلى مستويات قياسية، والتعليم والمستشفيات والموازنات التشغيلية وغيرها من القطاعات في وضع صعب.وكشفت الحكومة اليمنية، أن اقتصاد البلاد تكبد خسائر فادحة وصلت إلى مليار دولار جراء الهجمات التي شنها الحوثي على الموانئ النفطية ما تسبب بتوقف تصدير النفط في البلاد عبر البحر الأحمر.وفي أكتوبر ونوفمبر من عام 2022 الماضي، شن الحوثيون عدة هجمات على موانئ الضبة والنشيمة وقنا في حضرموت وشبوة، ما أدى إلى تزايد الصعوبات على الاقتصاد اليمني، حيث تعرض تصدير النفط للتوقف رغم أنه من أهم الروافد التي تعتمد عليها الحكومة اليمنية في صرف رواتب موظفيها وجلب العملة الصعبة، وتقوية الاقتصاد الذي يُعاني في الأساس.وأطلق الحوثيون، مؤخرًا قذيفة من طائرة مسيرة على محطة الضبة النفطية في محافظة حضرموت اليمنية، كما هاجمت الجماعة ميناء قنا التجاري في محافظة شبوة، وذلك بعد قرابة شهرين من انهيار الهدنة الهشة في اليمن، وعلى إثر ذلك دعت إدارة بايدن، الحوثيين في اليمن إلى وقف هجماتهم على الموانئ التي تهدد بإعادة إشعال صراع كامل.وجاءت تلك الهجمات الحوثية خدمة للمصالح الإيرانية، وذلك لرفع الضغط عن الملالي الذي تعرض أركان نظامه إلى عقوبات مشددة، جراء التورط في قمع الاحتجاجات الشعبية، حيث هدد الحوثيون حينها باستهداف ناقلات النفط في البحر الأحمر سواء عبر استهدافها بالصواريخ المضادة للسفن أو الألغام البحرية وكذلك الزوارق المفخخة في محاولة لتخفيف الضغط على داعمتهم طهران.ومن إبريل إلى أكتوبر في عام 2022، أدت الهدنة إلى خفض عدد الضحايا بنسبة 60٪، وإنشاء رحلات جوية دولية محدودة من المطار في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وزيادة شحنات الوقود إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون.كما أن توقف القتال الذي دام ستة أشهر أعطى الأمل في أن يتمكن الحوثيون والحكومة اليمنية من إيجاد مخرج تفاوضي للخروج من حرب استمرت ثماني سنوات أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من اليمنيين ودفعت بالبلد الفقير مرارًا وتكرارًا إلى حافة المجاعة، لولا الدعم الإماراتي والسعودي الإنساني المقدم دومًا لأشقائهم في اليمن.