كشفت بريطانيا عن عثورها على “أدلة دامغة على انتهاك إيران لقرارات مجلس الأمن بشأن حظر تهريب الأسلحة”، وذلك بعد تحقيقات استغرقت أشهرا، ومداهمة على متن إحدى السفن كانت بطريقها لليمن.
وبحسب صحيفة “التايمز” البريطانية، أظهرت المداهمة لمشاة البحرية الملكية البريطانية في خليج عمان عن أدلة قوية تفيد بانتهاك إيران قرار مجلس الأمن الدولي بشأن حظر تهريب الأسلحة بتزويد الحوثيين الانقلابيين في اليمن بصواريخ كروز وطائرات مسيرة.
وقالت الصحيفة: إنه تم نشر مشاة البحرية على السفينة “إتش إم إس مونتروز”، وهي فرقاطة من النوع 23، مرتين العام الماضي لاعتراض زوارق سريعة يشتبه في تهريبها أسلحة إلى البلد الذي مزقته الحرب.
ونقلت عن وزارة الدفاع البريطانية أن عمليتي الاعتراض في 28 يناير و22 فبراير من العام الماضي شاركت فيها مروحية من طراز “ويلدكات” التي أرسلت للتحقيق بشأن الزوارق بعدما رصدها الرادار أثناء تحركها بوتيرة مثيرة للشبهات، وبعدما تمكنت المروحيات من دفع الزوارق للتوقف، وصلت قوات مشاة البحرية على متن قوارب مطاطية وصادرت شحنة أسلحة تضمنت صواريخ كروز للهجوم البري وطائرات استطلاع بدون طيار، والتي كانت مفككة وملفوفة بالبلاستيك والبوليسترين.
وبعد تحقيق مطول، ألقت الحكومة البريطانية باللوم على إيران في محاولة إرسال أسلحة متطورة إلى الحوثيين في اليمن في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
فيما حاول المهندسون الإيرانيون بذل بعض الجهود لتجنب تحمل المسؤولية عن تصنيع الأسلحة التي صادرتها البحرية الملكية، بكتابة ملاحظات التجميع على الأنظمة باللغة الإنجليزية بدلا من الفارسية.
وظهر أحد الأدلة الرئيسية عندما اكتشف المحققون البريطانيون سجلات الطيران لإحدى المسيرات تسمى ” Matrice 300 RTK”.
بينما نسي طيارو الاختبار الإيرانيون حذف الذاكرة من القرص الصلب وأظهر تاريخ التحليق أن المروحية الرباعية (كوادكوبتر) التي تبلغ قيمتها 11 ألف جنيه إسترليني اختبرت 22 مرة بقاعدة عسكرية في طهران، وللالتفاف على العقوبات الدولية، صمم المهندسون الإيرانيون أسلحتهم على غرار التصاميم الغربية وحتى تمكنوا من تأمين بعض المكونات الغربية الصنع. وتم اكتشاف مستشعرات بصرية فرنسية الصنع داخل خمسة صواريخ أرض-جو إيرانية خلال المداهمة الثانية في فبراير، كما تم العثور على قطع إلكترونية أميركية وألمانية في ذخيرة أخرى.
واستغرق المحققون أشهرا لفتح الصواريخ وجمع الأدلة على أنها إيرانية الصنع؛ ما يسمح لبريطانيا بتقديم أدلة قوية للأمم المتحدة تفيد بأن طهران تسلح الحوثيين في اليمن.
وتم اختراق آخر عندما أخطأ المهندسون الإيرانيون في كتابة كلمات معينة على رقاقة داخل أحد الصواريخ. وحاول الإيرانيون جعل السلاح يبدو كما لو تم تصنيعه في هولندا؛ ما دفع وزارة الدفاع البريطانية للادعاء بأنها كانت بمثابة دليل على أن الصواريخ ليست أصلية، كما نبهت المشكلات المتعلقة باللحام المحققين إلى احتمال أن الأسلحة ليست غربية الصنع.