ذات صلة

جمع

القصف الإسرائيلي في بيروت يعقد الجهود الدولية لوقف إطلاق النار

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت تصعيدًا جديدًا بعد تنفيذ إسرائيل...

ما الذي يمنع إسرائيل وإيران من الدخول في حرب أكبر؟

‏مرّ ما يقرب من شهر منذ إرسال إسرائيل أكثر...

لماذا أوصى إبراهيم منير قبل وفاته بتعيين صلاح عبد الحق مرشدًا عامًا للإخوان؟

تفاقمت في الآونة الأخيرة أزمات الجماعة وتأكد انهيار التنظيم، لا سيما مع زيادة الخلافات الداخلية والانقسامات، وهو ما ظهر بعد مداولات سرية صعبة وزيارات مكوكية بين جبهات الإخوان المتناحرة، للاتفاق على شخصية تدير ما بقي من مستقبل الجماعة، حتى تم تعيين صلاح عبدالحق مرشدًا عامًا قائمًا بالأعمال خلفًا لإبراهيم المنير، لكنه تسبب في زيادة الانقسامات بالجماعة.

وأكدت تلك الخطوة فشل المفاوضات بين جبهتي لندن وإسطنبول، لطرح أي من الشخصيات البارزة في الجبهتين لتقود الإخوان سواء محمود حسين من جبهة إسطنبول والذي نصب نفسه مرشدا عاما، أو حلمي الجزار من جبهة لندن، بسبب تمسك محمود حسين بأحقيته في قيادة الجماعة، مقابل إصرار جبهة منير على طرده.

وتم اختيار صلاح عبدالحق، رغم رفض جبهة محمود حسين قرار جبهة لندن، تحت زعم أنه غير شرعية ومخالف للائحة، ويعتبر صلاح عبدالحق عضو تنظيم 1965، ومتهمًا رقم 33 في القضية الأولى مع سيد قطب وقيادات التنظيم، وهو من جيل محمد بديع المرشد العام ومحمود عزت ومحمد البحيري ومحمد عبدالمعطي الجزار، ومؤيد للاتجاه القطبي ويؤمن بـ”جاهلية المجتمع” والتغيير بالقوة المسلحة.

كما كان متهما في قضية تنظيم سيد قطب رقم 33، فيما كان لا يزال طالبا في كلية الطب جامعة عين شمس، وحكم عليه -آنذاك- بعشر سنوات سجنا قضاها، ثم سافر لسلطنة عمان في بداية مرحلة انتشار الإخوان بالخليج، ثم استقر في السعودية فترة طويلة.

ولكونه من جيل الستينيات فلقد حضر محنة السجن (في عرف الإخوان)، ويمتاز بمحاضراته التربوية والدعوية، ولم يُعرف عنه توليه مناصب إدارية عليا في التنظيم، وهو عضو مجلس شورى الجماعة ولم ينخرط في أي صراع على القيادة أو على الأموال.

بينما لم يُعرف عنه رأي فقهي أو سياسي مخالف لاختيارات الجماعة، وتولى بعض الأعمال التربوية في التنظيم الدولي، ولم يعترف بأخطاء الجماعة ولم يراجع أفكاره، وتولى أعمالا تربوية ودعوية لعناصر الإخوان، والتي يتم ترسيخ فيها مبادئ الجماعة وثوابتها.

ويعتبر صلاح عبدالحق من منظري الإخوان المسلمين ومؤرخيهم ومسؤول التربية بالتنظيم، والرئيس الأسبق لجهاز التربية في التنظيم العالمي، وكان اختياره بهذا المنصب بسبب وصية المدعو إبراهيم منير والتزم بها مجلس الشورى التابع لجبهة إبراهيم منير.

وتم فتح وصية منير في حضور أعضاء مجلس شورى لندن وأعضاء اللجنة الإدارية العليا البديلة عن مكتب إرشاد الإخوان التي أشارت إلى هذا الاختيار، وأن هذه الوصية غير ملزمة؛ لكن في أدبيات الإخوان دائماً ما تكون مثل هذه الوصايا واجبة النفاذ، ويتم تنفيذها من قِبل التنظيم؛ لذا تم العمل بالوصية واختيار صلاح عبد الحق.

ومن المرجح، وفقا للمراقبين أن يكون إبراهيم منير كتب هذه الوصية ليتفادى أي انشقاق يحدث في جبهته عقب وفاته على منصب القائم بأعمال المرشد، حيث فيما يبدو أنه كانت لديه شكوك حول حدوث خلافات بين محيي الدين الزايط، وحلمي الجزار، ومحمد البحيري حول المنصب.

ولم يتولَّ عبد الحق أي مناصب رفيعة المستوى داخل التنظيم، وهو كان مسؤول التربية داخل (الإخوان)، ولكن الصراع داخل (جبهة لندن) لن يهدأ باختيار عبد الحق»، إذ سيوجد خلاف داخل (جبهة لندن) بسبب أن عبد الحق قد يكون شخصية توافقية؛ إلا أنه يفتقد للإدارة، فلم يتولَّ أي منصب إداري في التنظيم من قبل، وهو شخص قد يتسع صدره للجميع، وهذا قد يدفع بعض قيادات لندن إلى التدخل في مهامه، وإصدار قرارات باسمه، بحسب المراقبين.

ويرون أن منير اختار عبد الحق لأنه يشبهه في شخصيته، ولكنه سوف يعمّق الانقسامات داخل الإخوان بشكل عام وليس مجموعة لندن فقط.

spot_img