ذات صلة

جمع

القصف الإسرائيلي في بيروت يعقد الجهود الدولية لوقف إطلاق النار

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت تصعيدًا جديدًا بعد تنفيذ إسرائيل...

ما الذي يمنع إسرائيل وإيران من الدخول في حرب أكبر؟

‏مرّ ما يقرب من شهر منذ إرسال إسرائيل أكثر...

كيف رحب الإخوان بعودة محمد عثمان الميرغني إلى السودان لعرقلة اتفاق التسوية؟

منذ الإعلان عن عودة رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني إلى بلاده السودان، بعد 12 عاما قضاها في منفى اختياري في مصر، أثيرت العديد من الخلافات بالسودان، كونه يحاول منه التوصل إلى تسوية شاملة تنهي الأزمة السياسية التي تشهدها السودان منذ سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير لصالح الإخوان ولإعادتهم إلى الحياة السياسية مجددا.

ومحمد عثمان الميرغني، هو أحد أبرز الزعماء السياسيين في السودان، ويعرف باسم الخاتم طبقا للطريقة الختمية، وهو قائد الحزب الاتحادي الديمقراطي، سماه أتباعه أبو الحرية خرج من السودان بعد انقلاب ثورة الإنقاذ الوطني، خرج الميرغني من السودان واستقر في مصر لفترة وكان الميرغني يدير شؤون حزبه من القاهرة، والآن عاد إلى السودان، والتي من المتوقع أن تسهم في ظهور الإخوان مرة أخرى، ما سيزعزع الأمن والاستقرار في البلاد.

ويقود الميرغني حزبا فاعلا في المشهد السوداني السياسي، ويحظى بتأييد مطلق من طائفة الختمية الذراع الدينية للحزب، وهي الغريم التقليدي لطائفة الأنصار التي كان يتزعمها الراحل الصادق المهدي.

وعقب وصوله السودان، حرص الميرغني على عرقلة الاتفاق الإطاري، إذ أعلن الحزب “الاتحادي الديمقراطي – الأصل” بزعامة محمد عثمان الميرغني، مقاطعته العملية السياسية الجارية حالياً في البلاد، وطالب الجيش “بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع”، على حد مزاعمه التي روج لها.

وهو أمر ليس بالغريب، إذ جاءت عودة الميرغني وسط ترحيب إخواني واسع، إذ رحب بشدة سيف الدين أرباب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان وعضو التيار الإسلامي العريض، بعودة محمد عثمان الميرغني زعيم الطائفة الختمية للبلاد.

وأكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان، أن عودة الميرغني ستؤثر إيجابا على المشهد السياسي السوداني، بما يملكه الميرغني من قاعدة جماهيرية ممثلة في الطائفة الختمية، وما يتمتع به من قبول وسط القوى السياسية والأطراف السودانية، وما يملكه من علاقات خارجية وداخلية.

وأشاد القيادي الإخواني بمواقف الميرغني التي تدعم الجماعة، إذ رحب بما أعلنه من مواقف سياسية قبيل عودته للبلاد من رفضه للتدخل الخارجي في شؤون البلاد الداخلية، ورفضه للتسوية الثنائية ودستور لجنة نقابة المحامين، وإعلان تأييده للحوار السوداني السوداني للوصول إلى توافق وطني.

وأضاف المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان: أن المقصود من عودة محمد عثمان الميرغني، التأثير على المشهد السياسي السوداني، زاعما أن عودته في هذا التوقيت ستؤثر إيجابا على المشهد السياسي السوداني، وأن “يشيل الشيلة مع الشعب السوداني الرافض للتدخل الخارجي في شؤون البلاد الداخلية والرافض للتسوية الثنائية بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، والمدافع عن السيادة الوطنية واستقرار البلاد وأمنها، بجانب دعم التوافق الوطني بما سيقوم به الميرغني من دور في التوافق والوفاق الوطني وصولاً إلى حل سياسي شامل للأزمة السودانية”، وفقًا لادعاءاته.

وسبق أن كشفت مصادر سودانية وجود خطة بين أنصار الإخوان وأتباع النظام السابق والميرغني، للتنسيق بهدف عودة الجماعة الإرهابية للسيطرة على المشهد السياسي، بعدما رفض المجتمع الدولي والشعبي تواجدهم بالسلطة.

وأضافت المصادر: أنه تمت مناقشة هذه الخطة في اجتماع سري بين الميرغني والقيادي الإخواني علي كرتي في اجتماع سري حيث اتفقوا على آليات عودة الجماعة إلى المشهد السياسي، وتم التوافق بشكل مبدئي على دعم فكرة أن الكرتي والشخصيات الإخوانية القديمة يجب أن يغيبوا مؤقتًا عن واجهة المشهد السياسي، وتم تسريب ذلك لوسائل إعلامية سودانية بأن “الكرتي” يصر على مغادرة التنظيم ونقل القيادة إلى جيل جديد.

كما اتفق الميرغني على الدفع بأوجه إخوانية للشعب السوداني وتلميعها وتحسين صورتها أمام المواطنين بطرق غير مباشرة ختى لا يكون في الواجهة، إذ تم التواصل مع الداعية الإخواني عبد الحي يوسف، مالك قناة فضائية، وهو من أبرز رجال الدين في دولة الإخوان بحكم قربه من المخلوع، عمر البشير، بهدف وضع خطط إعلامية لاستعادة شعبية تنظيم الإخوان سريعا بالتنسيق مع عناصر وقيادات إخوانية داخل السودان، وفقا للمصادر.

وأشارت إلى أن اختيار الإخوان للميرغني يأتي انطلاقا من قاعدته الشعبية لحزبه الديني، فضلا عن استغلاله للبسطاء في المناطق الريفية المريدين لطريقته، إذ يستغلهم منذ سنوات طويلة لتنفيذ أغراضه وأهدافه السياسية المشبوهة في السودان.

جدير بالذكر أنه خلال فترة نفيه، لم يتوقف عمل الميرغني في السودان بعد مكوثه في مصر، فقد كان يدير شؤون حزبه من القاهرة، بالإضافة إلى إقامته شراكة سياسية مع نظام المؤتمر الوطني السابق، وتقاسم معه الحقائب الوزارية إذ تم تعيين نجليه الحسن الميرغني وجعفر الميرغني بمنصبي مساعدي الرئيس المعزول عمر البشير.

وأشعلت عودة محمد عثمان الميرغني الأزمات بشأن عدم التوصل للاتفاق الإطاري بين العسكر وحزب الحرية والتغيير، إذ يمتلك تاريخا ضخما من الخلافات والصراعات السياسية في بلاده قبل أن يغادرها متوجها إلى القاهرة واستقر فيها طوال تلك الفترة، وفي وقت استمرت الشراكة بين الاتحادي الأصل ونظام البشير، حتى سقوطه، على إثر الانتفاضة الشعبية في 11 أبريل 2019.

spot_img