خلال الفترة الماضية شهدت المنطقة العربية اهتماما دوليا واسعا، خاصة بعد القمة السعودية الصينية التي أثارت مخاوف وحيرة إيران لتقارب العلاقات بين الشركاء البارزين في القارة الآسيوية، إذ يتعارض مع تعهد بكين طويل الأمد بالحياد بين طهران وخصومها في الشرق الأوسط، بحسب تقرير لموقع “نيكاي آسيا”.
وأورد تقرير موقع “نيكاي آسيا” أن البيان المشترك الذي صدر خلال زيارة الرئيس شي جين بينغ للمملكة ترك صانعي القرار في طهران يتساءلون عما إذا كان هناك تغيير في سياسات الصين تجاه المنطقة.
كما تضمن البيان المشترك الصادر يوم الجمعة بعد اجتماع الصين ودول مجلس التعاون الخليجي -بشكل ضمني- الإشارة إلى إيران باعتبارها داعمة لـ”الجماعات الإرهابية والطائفية” كما أشار إلى أهمية معالجة “الملف النووي الإيراني وزعزعة النشاط الإقليمي”.
ويرى موقع “نيكاي آسيا” أن إدراج الأنشطة المزعزعة للاستقرار في البيان المشترك مع الصين، صدم المسؤولين الإيرانيين، الذين طالما اعتقدوا أن المفاوضات النووية يجب أن تكون فقط حول البرنامج النووي، وأن بكين كانت دائما ترفض التدخل في مثل هذه القضايا وتؤكد أن وجهات نظرها بشأن المنطقة هي في المقام الأول اقتصادية.
كما أثار البيان المشترك قضية الجزر الإماراتية المحتلة مؤكدا على دعم “كافة الجهود السلمية، بما في ذلك مبادرة ومساعي دولة الإمارات للتوصل إلى حل سلمي”.
وغرد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ردا على ذلك، كما رد محمد جمشيدي ، نائب مدير الشؤون السياسية في مكتب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ، على تصنيف طهران كداعمة للجماعات الإرهابية، زاعما في تغريدة بتويتر أن “على الزملاء الصينيين أن يتذكروا أن إيران هي التي حاربت الإرهابيين لإرساء الاستقرار والأمن في المنطقة” على حد قوله، ووصل الأمر إلى حد استدعاء السفير الصيني في طهران.
ورغم ما تشعر به إيران من خيبة أمل من زيارة شي إلى السعودية ، فإنها لا تستطيع المخاطرة باتخاذ موقف أكثر صرامة وإلحاق الضرر بالعلاقات مع بكين، وقال مسؤول إيراني طلب عدم الكشف عن هويته “الصين ليست كدولة مثل ألمانيا بالنسبة لنا. يمكننا استدعاء سفير ألمانيا ، لكن ليس الصين.. ما زلنا نعتبرهم أصدقاء ونريدهم أن يواصلوا شراء النفط منا والاستثمار في بنيتنا التحتية النفطية”.
وقال ماثيو بريزا، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق للشؤون الأوروبية والأوروبية الآسيوية: إن الصين “ترسل إشارات لنا جميعًا بأن الصين لديها مصالح اقتصادية وإستراتيجية أوسع بكثير مما كنا نفترضه دائمًا”.
ويدرك الإيرانيون أنهم قد يكونون أضرارًا جانبية في هذه اللعبة الجيوسياسية بحسب الموقع.
والسعودية هي أكبر مصدر للنفط في العالم والصين هي أكبر زبون لها، وفي القمة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي، قال شي إن الجانبين يتمتعان بدرجة عالية من التكامل، معتبرا أن الصين “تتمتع بسوق استهلاكي واسع ونظام صناعي كامل ، في حين أن دول مجلس التعاون الخليجي ، بما تتمتع به من طاقة وموارد غنية ، تتبنى تنمية اقتصادية متنوعة”، وقال الزعيم الصيني إن هذا يجعل الجانبين شريكين طبيعيين في التعاون.
وأعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي للصحفيين أنه خلال إقامته في المملكة العربية السعودية ، عقد شي اجتماعات ثنائية مع ما يقرب من 20 من القادة العرب، واعتبر أن زيارة شي أكبر وأعلى مستوى دبلوماسي مع العالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949.
وبينما تتفهم إيران خلفية الزيارة، يخشى صناع القرار فيها أن يأتي التحول على حسابهم، ولكن يُنظر إلى تأييد شي للبيان المشترك بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، مع العناصر التي تستهدف إيران بشكل مباشر – كدليل على ذلك وقد صدم طهران.