رغم محاولاتها المضنية لتحسين صورتها وإضفاء واجهة لامعة لها، إلا أنه لا يخفى على أحد التاريخ القطري في دعم الإرهاب وجماعة الإخوان المسلمين بعدة دول، منهم ألمانيا لتكون ذريعة لنشر الفتنة بين أفراد الشعب وتفكيك أوروبا وتسخيرها لصالحها.
رغم كشف حقيقة تمويل قطر للإخوان في ألمانيا منذ أعوام، إلا أن ذلك لم يتم نسيانه حتى الآن، ففي عام ٢٠١٨، تحدثت تقارير ألمانية عن أزمة الأثر الإخواني العميق داخل المجتمع الألماني، من خلال قيام الاستخبارات الألمانية الداخلية (هيئة حماية الدستور) بفحص أنشطة جمعية إخوانية تعرف بـ”ملتقى ساكسونيا” التي تدير مسجدا يحمل اسم التقوى بمدينة راشتات بولاية بادن فوتمبرغ.
وحينها نقلت كالة الأنباء الألمانية عن مسؤول بالاستخبارات الألمانية تأكيده أن الأنشطة الإخوانية الجديدة تواصل التركيز على أوساط اللاجئين العرب والمسلمين، بغية تجنيد مزيد من الأفراد.
بينما نشرت صحيفة دي فيلت الألمانية تقريرا يفيد أن الجماعة بدأت النزوح بشدة إلى ألمانيا بعد عزل محمد مرسي من حكم مصر، ونقلت عن تقرير الجهات الأمنية أن الجمعية الإسلامية في ألمانيا تضم نحو 13000 عضو، وأنشطتها تغطي جميع أنحاء البلاد.
كما ذكرت صحيفة دي فيلت الألمانية أن الإخوان استغلوا الجمعية الإسلامية بكولونيا للتحريض السياسي، منذ أكثر من 3 سنوات؛ وتبييض وجه الجماعة في الغرب.
وتعود قصة انتقال الإخواني لألمانيا إلى صهر المؤسس حسن البنا، رجل الجماعة الخطير، سعيد رمضان، الذي يعتبر السفير الأول للجماعة لدى أوروبا، وقائد الهجرة الإخوانية إلى بلاد الجرمان، فهو قد أنشأ عام 1958 أقوى المؤسسات الإسلامية بألمانيا “الجمعية الإسلامية في ألمانيا IGD” تفرع عنها عشرات من المنظمات الأخرى، ومجمل المنظمات التابعة للإخوان حاليًا، حسب مصادر خبرية، نحو 30 مؤسسة.
وتأكيدا لذلك سبق أن نشر دكتور لورينزو فيديو، مؤلف كتاب “الإخوان المسلمون الجدد في الغرب” أن: “كثيرا من كوادر الإخوان احتلوا مواقع بارزة بألمانيا، مما وطّد من نفوذهم وجعل من ألمانيا قاعدة انطلاقهم لأوروبا”.
وسبق أن استقبلت ألمانيا الغربية كوادر جماعة الإخوان الفارين من مصر وسوريا عندا في ثوار يوليو الذين أقاموا علاقات وثيقة مع ألمانيا الشرقية، آنذاك، وبدأ أعضاء الجماعة والمتعاطفون معهم يتوجهون بأفواج متتالية في ستينيات القرن الماضى إلى ألمانيا، وأسسوا شبكة واسعة من المساجد، والجمعيات الخيرية والمنظمات.
ومن بين تلك المنظمات الإخوانية التي تأسست في ألمانيا، هو التجمع الإسلامى في ألمانيا، الذي يتعاون مع عدد كبير من التنظيمات الإسلامية في ألمانيا، واندرجت تحت مظلته مراكز إسلامية من أكثر من ثلاثين مدينة ألمانية، وهو من أقدم المنظمات الإخوانية في ألمانيا، أسسه سعيد رمضان عام 1958.
يقع مقر التجمع الإسلامى في ميونيخ منذ افتتاحه عام 1973، والذي كان مديره مهدى عاكف المرشد العام السابق للإخوان، ويعتبر المركز مقر الفرع المصري للإخوان، أما الفرع السوري للإخوان، فقاعدته في المركز الإسلامى في آخن، وانفصل عام 1981 عن التجمع ليحتفظ ببعض الاستقلالية، والتجمع عضو في المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، وكذلك اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، فضلًا عن أنه مرتبط بشبكة من المراكز الإسلامية في برلين، ونورينبرج، وماربورج، وفرانكفورت، وشتوتجارت، وكولن ومونستر، كما يدير التجمع العديد من المساجد والمدارس وينظم لقاء سنويًا للمسلمين الألمان، وينشر التجمع مجلة الإسلام بصفة دورية، والتجمع يقع تحت مراقبة هيئة حماية الدستور الألمانية، وهى هيئة شرطية منوطة بمكافحة الجريمة السياسية في ألمانيا.
ومن عام 2019 تم الكشف عن نشاط جديد خطر تقوم به جماعة الإخوان، بالتعاون مع بعض المؤسسات القطرية، مثل مؤسسة قطر الخيرية، عبر تنفيذ حملات تبرع لمساعدة المحتاجين والفقراء في دول إفريقية، وبعد تجميع تلك التبرعات يتم تحويل الأموال لمؤسسات تابعة لهم داخل الاتحاد الأوروبي، وتم الكشف عن تحويل 260 مليون يورو لمؤسسات تابعة لهم داخل الاتحاد الأوروبي.
وفي عام ٢٠٢٠، توصل الصحفيان جورج مالبرونو وكريستيان شيسنوت عبر كتاب “أوراق قطر” ، إلى أن قطر تموّل بالملايين شبكة من المنظمات على مستوى أوروبا قريبة من أيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة. والهدف هو: “نشر الإسلام السياسي في أوروبا”، فضلا عن أن مؤسسة قطر الخيرية قد موّلت حوالي 140 مسجدًا ومركزًا إسلاميًا بنحو 72 مليون يورو. وبحسب ما يكشفه فإن الدولة الخليجية بهذه الطريقة تحاول التأثير على الإسلام في أوروبا.