صفعة قوية جديدة تلقتها ليبيا من تركيا لأجل أطماعها العديدة بالبلاد، ليستغني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن حلفائه بليبيا، لأجل توقيع حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها اتفاقيات مع تركيا من بينها اتفاقية للتنقيب عن النفط والغاز الجدل بشأن شرعية الحكومة وصلاحياتها.
ووفقا لمصادر محلية إعلامية، جرت مفاوضات سرية عديدة عقدتها تركيا بين رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة ورئيس الحكومة المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا، في سبيل تصفية الأجواء بين رجالها المتصارعين على حكم ليبيا.
وبينما فشلت تركيا في الوساطة بين رئيسي الحكومتين المتنافستين، فلجأت إلى التخلي عن أحدهما عبر التقرب من الآخر وتحقيق أكبر استفادة سياسية وعسكرية من هذا الموقف، وهو باغاشا.
واستغلت تركيا الفرصة ووقعت اتفاقيات عسكرية واقتصادية، مع الدبيبة الغريق الذي يبحث عن قشة للنجاة، حيث تسمح الاتفاقيات بتعزيز نفوذ تركيا العسكري والاقتصادي في ليبيا والتنقيب عن النفط والغاز والسيطرة على الحدود.
وجاء ذلك بعد أن فشل رئيس حكومة الاستقرار المكلف من البرلمان فتحي باشاغا فشلا ذريعا في تحقيق طموحات الشعب بعد أن منحه مجلس النواب الثقة في مارس الماضي، باحثا عن تثبيت شرعيته في أنقرة فجاءته الطعنة من الخلف.
وأكدت المواقع الإخبارية الليبية أنه في حين ترفض أطراف سياسية من بينها رئيس البرلمان عقيلة صالح استمرار الدبيبة وتسعى في المقابل لتمكين خصمه رئيس الحكومة الموازية فتحي باشاغا، تنظر بعض القوى الداخلية إلى استمرار حكومة الوحدة الوطنية كأمر واقع لا ضرر من مجاراته، ولكن بشرط الاكتفاء بتصريف الأعمال وتوفير الخدمات الأساسية، وأكد عقيلة صالح رفضه عقد حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها أي اتفاقية أو مذكرة تفاهم، معتبرا أنها لن تكون ملزِمة للدولة الليبية.
وجاء ذلك عقب توقيع وزيري الخارجية والاقتصاد والتجارة بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة نجلاء المنقوش ومحمد الحويج مذكرتي تفاهم بشأن الطاقة والغاز مع نظيريهما التركيين مولود جاويش أوغلو وفاتح دونماز، قبل أيام من أكتوبر الجاري.
كما وقّع رئيس حكومة “الوحدة الوطنية” الليبية، عبدالحميد الدبيبة، اليوم، مع وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، اتفاقيتين عسكريتين للتعاون بين البلدين.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، في بيان، أنّ “الطرفين عقدا مباحثات في مقر وزارة الدفاع في إسطنبول”، بحضور الدبيبة ورئيس الأركان العامة الليبية، الفريق محمد الحداد.
وحضر من الجانب التركي وزير الدفاع التركي ورئيس الأركان العامة، إلى جانب عدد من الضباط والمسؤولين في الجيشين، من أجل “مناقشة أوجه التعاون بين البلدين، في مجالات متعددة”، بحسب البيان.
وأوضح البيان أنّ “الاتفاقية الأولى تنصّ على رفع كفاءة قدرات الطيران الحربي في ليبيا بالاستعانة بالخبرات التركية في هذا المجال”، كما تضمّنت الاتفاقية الثانية “بروتوكولات تنفيذية للاتفاقية الأمنية الموقعة من جانب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني عام 2019”.
وتتصاعد الأزمة السياسية في ليبيا بسبب نزاع بين حكومتين، الأولى برئاسة فتحي باشاغا، وكانت حصلت على ثقة مجلس النواب الليبي، في مارس الماضي. أمّا الثانية، فهي حكومة “الوحدة الوطنية”، ويترأّسها عبدالحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة إلّا عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وكانت حكومة الدبيبة وقّعت، في وقت سابق هذا الشهر، اتفاقية مع تركيا في مجال استكشاف النفط والغاز، ورفض المجلس الرئاسي الليبي مذكّرات التفاهم التي وقعتها حكومة “الوحدة الوطنية”، كما رفضها البرلمان الليبي.