لا تزال جماعة الإخوان تحاول التخطيط لنشر الفوضى في ليبيا وذلك بهدف إطالة أمد الأزمة الليبية، والاستمرار في الهيمنة على المشهد السياسي هُناك.
وتعتبر ليبيا آخر معاقل تنظيم الإخوان، حيث امتلاك الميليشيات والفصائل المسلحة وإيواء الإرهابيين، بالإضافة إلى سيطرة الجماعة على المصرف المركزي الليبي، وحقول النفط وخيرات ليبيا ونهبها وتكوين الثروات من وراء ذلك على حساب الشعب الليبي؛ ما يساعد الجماعة بالتنسيق مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين على الاستمرار في التشبث بهذا المعقل الأخير.
وأعلنت الأمم المتحدة من خلال بيان أصدره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تعيين السنغالي عبدالله باتيلي ممثلا خاصا له في ليبيا، ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة للدعم هناك “أونسميل”، حيث سيخلف السلوفاكي يان كوبيش.
وكانت اشتباكات دموية اندلعت في العاصمة الليبية طرابلس، خلال أواخر شهر أغسطس الماضي، بين الميليشيات التابعة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة والفصائل التابعة لفتحي باشاغا، وأدت في النهاية إلى مقتل 32 قتيلا و159 مصابا بحسب ما أعلنته وزارة الصحة الليبية.
وطالبت عدة جهات عربية ودولية وقتها على رأسها الأمم المتحدة بالإضافة إلى مصر والإمارات الأطراف الليبية بوقف الاشتباكات واللجوء إلى الحل السياسي للخروج من أزمة الصراع على السلطة المندلعة في البلاد منذ تشكيل حكومة فتحي باشاغا ورفض عبدالحميد الدبيبة تسليم السلطة للحكومة الجديدة في ظل اشتعال اتهامات التخوين والحرب الإعلامية بين الطرفين.
وكشفت مصادر مطلعة أن جماعة الإخوان في ليبيا ستكلف ميليشياتها وأذرعها في طرابلس بإعادة مشاهد القتال مرة أخرى خلال الساعات المقبلة وذلك في استباق لعمل السنغالي عبدالله باتيلي الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا.
وأوضحت المصادر، أن الخطة تهدف لتعطيل مهام الممثل الخاص للأمم المتحدة الجديد في ليبيا، وتقويض أي حلول سياسية للأزمة الليبية، بالإضافة لتنفيذ مخطط الإخوان بنشر الفوضى في ليبيا.
وفي السياق ذاته أكد عبدالحميد الدبيبة رئيس الوزراء الليبي على دعمه الكامل لعمل المبعوث الجديد، وقال في تغريدة على حسابه في تويتر أن حكوته ستدفع باتجاه الحل السياسي الشامل الذي يعجل بإصدار قاعدة دستورية توافقية لإجراء الانتخابات، وذلك على الرغم من اعتراض حكومة الدبيبة في وقت سابق على تعيينه تحت ستار أنه لا يملك الكفاءة الكافية.
وبذلك سيقف الإخوان حجر عثرة أي محاولات أممية لحل الأزمة السياسية المندلعة في البلاد منذ العقد الماضي حتى تسببت في زيادة نفوذ الإخوان في البلد الغني بالنفط لتتزايد التساؤلات حول الأدوار التخريبية للإخوان في ليبيا.