لا يزال حزب الله اللبناني يصر على توريط الدولة اللبنانية في أزمات خارجية مع إسرائيل؛ الأمر الذي قد يضر بمصالح لبنان وشعبها جراء تلويحه بالتصعيد العسكري مع تل أبيب.
وكان حزب الله قد وضع جدولاً زمنيًا قبل التلويح برد عسكري ضد إسرائيل في حال الفشل في التوصل إلى تسوية لمفاوضات ترسيم الحدود مع لبنان.
وأكدت إسرائيل بحسب وسائل إعلام إسرائيلية التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع لبنان بوساطة أميركية، حيث أوضحت أن إسرائيل قدمت عبر الوسيط إلى لبنان اقتراحا محسنا دون الكشف عن المزيد من التفاصيل.
ويرغب الحزب بحسب تصريحات لحسن نصرالله الوصول إلى تسوية تتيح للبنان التنقيب عن الطاقة في مياهه الإقليمية، حيث يرفض النظر إلى إتاحة التنقيب عن الطاقة في مياهه الإقليمية، ليصبح نصرالله الآمر الناهي الذي يظهر في الصورة للحفاظ على مصالح لبنان ولكن في الوقت نفسه يوظف الأمر لصالح إيران.
وينقسم اللبنانيون حول موقف نصرالله حيث يرى أنصاره أن تلك الخطوات تأتي ضغطاً على إسرائيل للإسراع في الاستجابة للمطالب اللبنانية، فيما ينظر لها الطرف الآخر على أنها ضغوط لتعزيز موقف طهران في المفاوضات النووية الجارية في فيينا.
وبالفعل يرغب حسن نصرالله في الحفاظ على مصالح طهران أولها بخصوص الاتفاق النووي الإيراني بالإضافة لوقف الحرب الخفية الإسرائيلية على إيران.
يُذكر أن حزب الله انحرط في ملف ترسيم الحدود عسكرياً وسياسياً، عبر إطلاق 4 مسيرات غير مسلحة على مرحلتين في الشهر الماضي، فوق حقل “كاريش” النفطي الذي استثمرته إسرائيل في البحر المتوسط، في تهديد عسكري صريح لإسرائيل وتعيد مشاهد الحرب خدمةً لإيران.
ومرة تلو الأخرى يُهدد حزب الله باستخدام سلاحه في حال انقضت مهلة حددها في شهر سبتمبر المقبل، ولم يتم التوصل إلى اتفاق، بما يتيح للبنان التنقيب عن الطاقة في مياهه الاقتصادية، الأمر الذي سيعود على لبنان بالخطر جراء رغبة تل أبيب في حماية مصالحها وأمنها من تهديدات حسن نصرالله المستمرة لإسرائيل.