الصراعات داخل تنظيم الإخوان مستمرة منذ اندلاع الأزمة بين جبهتي محمود حسين في إسطنبول وإبراهيم منير في لندن.
ومر الصراع داخل الإخوان بعدة مراحل لعل أبرزها سلسلة الإقالات من كل جبهة تطال قيادات الجبهة الأخرى بهدف إبعادهم عن إدارة الجماعة سياسيًا في المرحلة المقبلة.
وقالت مصادر مطلعة: إن قيادات تتبع لجبهة إبراهيم منير والذي يعد القائم بأعمال المرشد العام للتنظيم لتسمية عضوين جديدين فيما يسمى بهيئة المكتب السياسي للإخوان، ونائبين للقائم بأعمال منير.
وأوضحت المصادر، أن المجموعة بحثت مستقبل التنظيم في ضوء الخطط التي تهدف في النهاية إلى فك الارتباط بمجموعة محمود حسين في إسطنبول استعدادًا لنقل كامل الصلاحيات إلى جبهة إبراهيم منير، وذلك في لقاء سري حدث خلال الأسبوع الماضي ضمن اشتداد المعركة بين الجبهتين على قيادة التنظيم الفترة المقبلة.
وفي السياق ذاته تحشد مجموعة محمود حسين في إسطنبول للرد على التحركات التي اتخذتها جبهة “منير” خلال الآونة الأخيرة حيث سيشهد الصراع فصولاً جديدة وتطورات تصعيدية جديدة أكثر سخونة من الأحداث الأخيرة.
واتهم قيادات تتبع لجبهة محمود حسين الجبهة الأخرى بأنها تعمل لصالح الاستخبارات البريطانية، تحت ذريعة أن جبهة إبراهيم منير ابتلعت التنظيم منذ عشرات السنين بسبب التعاون الدائم بين منير والمخابرات البريطانية وذلك على حد وصف جبهة “حسين”.
وكان إبراهيم منير اتهم محمود حسين بالعمل لصالح استخبارات متعددة تضر بمصالح التنظيم، بحسب ما قال، وذلك استكمالاً لسلسلة الاتهامات بين الجبهتين، ويؤكد عمالة التنظيم وأذرعه لصالح جهات تحركه ضد مصالح الأوطان.
ويأتي ذلك بعد أن وجه “منير” ضربة قاصمة لجبهة محمود حسين عبر تشكيل هيئة عليا بديلة لمكتب الإرشاد والذي يُعد أعلى هيئة تنظيمية بالتنظيم، الأمر الذي وضع “حسين” في حرج كبير أمام القيادات الإخوانية في إسطنبول.
كل ذلك في حين رفضت جبهة محمود حسين الاعتراف بشرعية إبراهيم منير بعد إصدار قرار بوقفه عن العمل في أكتوبر الماضي، وذلك قبل اتخاذ قرار بعزله في يونيو الماضي.
وكشف مراقبون، أن التطورات الأخيرة التي تشهدها جماعة الإخوان تؤكد تهالك المنظومة الإخوانية بالكامل وذلك بعد سلسلة انهيارات حدثت للتنظيم في عدة دول عربية أبرزها مصر والسودان وتونس، الأمر الذي يؤكد أن الجماعة تقترب من الانهيار الكامل.